«قصة حب كبيرة.. وسنوات العمر.. وأطفال في عمر الزهور»، كل ذلك لم يشفع لرجل عند زوجته، التي استبد بها الحنق، وغلبتها أحاسيس الغيرة. استبدلت قلبها، الذي كان قلب أم عطوف حنون، تخاف على أبنائها من هبة الريح، ولا تبغي الابتعاد عنهم. وفي لحظة غضب عارم قررت التخلص من رفيق دربها، ومن جمعتها به سنين من العشرة الزوجية، التي كان ثمرتها أبناء خرجا من صلب الزوجين. عزمت الزوجة على تصفية زوجها رميا بالرصاص. حادثة شهدتها منطقة البدرشيين، وهي إحدى المحافظات المصرية. وتفاصيل الجريمة نشرها الموقع الالكتروني «المحيط»، كما تداولتها وساذل إعلام عديدة مكتوبة أو مبثوثة عبر الشبكة العنكبوتية. كانت الخلافات في بدايتها تقتصر على الأموال ومصاريف البيت. وعند اشتداد الخلافات، اتخذت الزوجة قرار وضع حد لحياة حليلها. استعانت الزوجة بمجموعة من أصدقاء، لأنها لم تكن لتستطيع تنفيذها ما أقدمت عليه لوحدها. تم تنفيذ الجريمة بمشاركة الأصدقاء، وعند التمكن من تحقيق الهدف المشؤوم ألقوا بجثة الزوج الضحية في وسط إحدى الحقول الزراعية. لكن تفاصيل التحقيق كشفت معطيات في غاية الغرابة. تم القبض على الزوجة مباشرة بعد اكتشاف جثة الزوج الضحية، فاعترفت بارتكابها للواقعة. إلا أنها أبدت ندمها على ما قترفته في حق والد أطفالها. استمر التحقيق ومع محاصرة الجانية بتفاصيل جرمها، أرشدت المحققين إلى مكان السلاح المستخدم في تنفيذ الجريمة، لتتم إحالتها على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات التفصيلية. بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي العميد مأمور شرطة البدرشين بلاغا من الأهالي الذي يقطنون بالمنطقة، حيث أبلغوا عن وجود ميت ملقى وسط الحقول. كانت الجثة تعود لشاب لم يبلغ سن الأربعين بعد، كان جثة هامدة بدون حراك. انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة الذي حددته المكالمات الهاتفية التي أبلغت عن الجريمة، كما أن سكانا آخرين ارتأوا زيارة المركز للإدلاء بشهادتهم حول ما عاينوه. كانت حثة الزوج القتيل الذي بالكاد تجاوز العقد الثالث من عمره ببعض السنوات، مصابة بطلقات نارية، وكان الضحية مازال يرتدي ملابسه كاملة. وأفادت تحريات عناصر الأمن التي قادها رئيس شرطة البدرشين، أن الجثة تعود لميكانيكي يدعى «رضى.ع». استمع الرائد معاون العميد إلى الزوجة التي كانت أول المستجوبين، بعد اكتشاف الجثة والتعرف على هوية صاحبها. لم تتهم الزوجة أحدا بالإقدام على قتل زوجها، ظولت تحاول إظهار نوع من الفجيعة والألم على فراق من شاركته سنينا من عمرها. لكن رجال الأمنعمدوا إلى تشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد، رئيس المركز، ومفتش مباحث الجيزة. كانت غاية الفريق محاولة كشف لغز الجريمة ورفع اللبس عن الغموض الذي يكتنفها، لتنطلق التحريات في جميع الاتجاهات. بدءا بجمع المعطيات عن الضحية، وعلاقاته بمحيطه والمقربين منه. شملت التحقيقات أصدقاء الهالك ومعارفه، والأشخاص الذين يترددون على محل الميكانيكا الذي يشتغل به. كانت الغاية الأساسية هي الوصول إلى معطيات تفيد تفسير نوعية العلاقة التي تربطه بكل من يترد عليه أو يلتقيه، وما إذا كانت هناك مشاكل أو عداوة مستحكمة تشوب هذه العلاقات التي كان ينسجها القتيل مع محيطه. بعد طول بحث وتحقيق عادت الشبهات لتحوم حول الزوجة المسماة «حنان.س» البالغة من العمر حوالي سبع وعشرين سنة، وتبين أن الضحية دخل مع زوجته في العديد من المشاكل الزوجية التي كانت تنغص سير حياة عشهما الزوجي في الآونة الأخيرة. وعند تضييق دائرة التحقيقات حولها لم تجد بدا من الاعتراف، بعد أن انهارت إثر محاصرتها بالأسئلة، واستفسارها عن المشاكل الأسرية التي كانت تطفو على سطح علاقتها الزوجية مع حليلها. أفادت المتهمة أن قصة حب جمعتها بزوجها الهالك منذ سنوات، قررا تتويجها بالزواج، وإنجبا أطفالا كانوا القاسم المشترك الذي ظل يجمعهما. وأضافت المتهم أنها حصلت على إرثها من أسرتها، ومنحته لزوجها لإعادة ترميم بيت الأسرة. إلا أن الخلافات بدأت تدب بينهما، خاصة بعدما ترددت شاذعات مفادها أنه يعقد العزم على الزواج مرة ثانية من سيدة أخرى تعرف عليها، وأن أموالها التي ورثتها من أسرتها هي دافعه لاتخاذ هذا القرار، الذي رأت فيه تخليا عنها، هي التي شاركته سنين عمرها. الأمر الذي أثار حفيظة الزوجة المتهمة فقررت الانتقام من زوجها على خطوته القاضية بالزواج من غيرها. استعانت بمجموعة من «البلطجية»، واتفقت معهم على التخلص من جثة الضحية، الذي لم يكن شخصا آخر غير زوجها، الذي جمعتها به قبل الزواج علاقة حب. استدرجت الزوة زوجها إلى مكان مهجور، لكي تجعله هدفا قريب المنال لمن سخرتهم لقتله، أطلقوا عليه الرصاص فسقط جثة هامدة، غارقا في دمائه. حاول المنفذون تحت إمرة الزوجة التخلص من القتيل، إلا أن الأبحاث كشفت عن جريمة كان سببها الغيرة ورفض التعدد، الذي اعتبرته الزوجة، إحالة من زوجها لها إلى فترة نهاية الخدمة.