أطلق المشاركون في الدورة 12 لمهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغية التي اختتمت فعالياتها نهاية الأسبوع نداء دعوا فيه إلى ضرورة احترام التنوع الثقافي بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط باعتباره يشكل رافعة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب المنطقة . وطالب المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمت في إطار هذا الحدث الثقافي والفني حول موضوع " الأمازيغية والمتوسط .. العيش المشترك " إلى تعزيز دور الثقافة الأمازيغية بصفتها حاملة للقيم الكونية من أجل العيش المشترك. كما ألحت التوصيات التي صدرت في ختام هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي شارك فيها العديد من الباحثين الجامعيين والمفكرين والمختصين من المغرب والخارج على الأهمية التاريخية والاجتماعية والحضارية لتداخل الثقافات الأمازيغية والمتوسطية وتعزيز التعاون والتبادل في جميع الميادين . وشددت هذه التوصيات على ضرورة العمل من أجل ترسيخ مبادئ السلام والحوار والتنوع الثقافي وتوطيد الديمقراطية والتنمية والتماسك الاجتماعي، مشيرة إلى أهمية تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات المتوسطية للوقوف ضد تصاعد كل أشكال التطرف . كما أكد المشاركون في هذه التظاهرة الثقافية والفنية على ضرورة دعم وتقوية القيم المشتركة بين الديانات التوحيدية بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وتكريس وتشجيع قيم ومبادئ السلم والتسامح والعيش المشترك وثقافة الاختلاف. وبعد أن طالب المشاركون في المهرجان بضرورة تدريس التفاعل والتلاقح والتبادل بين الحضارات، أكدوا على أهمية تدعيم الثقافة الديمقراطية وقيم الحرية والتعاون من أجل التنمية المستدامة الشاملة في بلدان المتوسط . ويروم مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغية الذي دأب على تنظيمه " مركز جنوب شمال للدراسات والحوار بين الثقافات " و " جمعية فاس سايس " الاحتفاء بمختلف التعابير الفنية والدلالية للثقافة الأمازيغية وبكل مكوناتها الفكرية والفنية والإبداعية باعتبارها رافدا أساسيا من روافد الهوية المغربية . كما يسعى هذا الحدث الثقافي والفني الذي نظم بتعاون وتنسيق مع " مؤسسة روح فاس " وعدة شركاء آخرين تحت شعار " الأمازيغية وثقافات المتوسط .. من أجل التعايش " إلى إبراز الأثر الايجابي للتعدد الثقافي في حوض البحر الأبيض المتوسط على التنمية الاجتماعية والثقافية والحفاظ على التراث مع التفكير في الوسائل الكفيلة بالرقي بثقافة الحوار والتضامن والتسامح . وإلى جانب السهرات الفنية التي نظمت في إطار هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي أضحت تقليدا سنويا للاحتفاء بالثقافة الأمازيغية في مختلف تمظهراتها تم تنظيم مؤتمر دولي حول الأمازيغية وثقافات المتوسط بمشاركة العديد من الخبراء والباحثين وبعض الكفاءات الوطنية والدولية التي لها اهتمام وازن بقضايا وإشكالات الثقافة الأمازيغية وارتباطاتها بثقافات المتوسط والتصورات الكفيلة بدعم وتقوية هذه العلائق خدمة لقيم السلم والتعايش والتسامح. وتميزت الدورة 12 لهذا المهرجان بتكريم خاص للفاعلة الجمعوية والحقوقية عائشة الشنا اعترافا بالمجهودات التي بذلتها ولا تزال من اجل الدفاع عن حقوق المرأة. كما عرفت دورة هذه السنة من المهرجان التي حضرها العديد من الباحثين والمفكرين والأكاديميين من المغرب والخارج تنظيم عدة معارض من بينها معرض للكتب وآخر للمنتجات التقليدية والأعمال الفنية بالإضافة إلى معرض خاص بالزربية الأمازيغية.