احتفت الدورة 12 للمهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية التي انطلقت فعالياتها مساء الجمعة بفاس، بالفاعلة الجمعوية والحقوقية عائشة الشنا رئيسة جمعية التضامن النسوي، وذلك اعترافا بمساهماتها وإنجازاتها في ميدان الدفاع عن حقوق المرأة المغربية والتضامن معها. وأكدت الشهادات التي قدمت خلال الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة الثقافية والفنية، الذي حضره العديد من المفكرين والأكاديميين والفنانين، على أهمية المعركة التي قادتها ولا تزال الفاعلة الجمعوية عائشة الشنا في مجال الدفاع عن بعض قضايا المرأة المغربية خصوصا قضية الأمهات العازبات وأطفالهن، مشيرين إلى تميز هذه السيدة وما حصدته من جوائز وميداليات سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، اعترافا بمجهوداتها في هذا المجال ومنها الجائزة الدولية (أوبيس 2009) التي تمنح للرواد في ميدان العمل الإنساني على الصعيد العالمي.
وتحدثت الشهادات، التي ألقيت في حفل تكريم هذه المرأة المناضلة، عن التزامها بالعمل الجمعوي لفائدة الفئات الهشة والفقيرة، مؤكدين أن السيدة عائشة الشنا تمثل نموذجا حيا للمرأة العربية باعتبارها نذرت نفسها للدفاع عن حقوق المرأة بكل تمظهراتها. وقدم سعيد زنيبر والي جهة فاسمكناس عامل فاس بهذه المناسبة للمحتفى بها درع مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغية، اعترافا واحتفاء بعملها الجمعوي ومبادراتها لحماية حقوق المرأة المغربية خاصة الأمهات العازبات وحفظ كرامتهن وحقوقهن الاقتصادية والاجتماعية وتحسين أوضاعهن المعيشية. وعبرت السيدة عائشة الشنا عن اعتزازها وسعادتها بهذا التكريم الذي حظيت به في مدينة فاس، مشيرة إلى ضرورة العمل من أجل اعتماد برنامج عمل لإدراج الثقافة الجنسية كمادة دراسية في المناهج التعليمية المغربية لفائدة الأطفال والشباب. ومن جهة أخرى، تميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي ينظمها "مركز جنوب شمال للدراسات والحوار بين الثقافات" و"جمعية فاس سايس"، بتكريم الباحث الأكاديمي الجيلالي الشايب لإسهاماته في تطوير البحث العلمي والأكاديمي في ميدان الثقافة الأمازيغية . وتروم الدورة 12 للمهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية، التي تنظم تحت شعار " الأمازيغية وثقافات المتوسط .. من أجل التعايش"، الاحتفاء بمختلف التعابير الفنية والدلالية للثقافة الأمازيغية وبكل مكوناتها الفكرية والفنية والإبداعية باعتبارها تشكل رافدا أساسيا من روافد الهوية المغربية. كما يسعى هذا الحدث الثقافي والفني الذي ينظم بتعاون وتنسيق مع "مؤسسة روح فاس" وعدة شركاء آخرين، إلى إبراز الأثر الإيجابي للتعدد الثقافي في حوض البحر الأبيض المتوسط على التنمية الاجتماعية والثقافية والحفاظ على التراث، مع التفكير في الوسائل الكفيلة بالرقي بثقافة الحوار والتضامن والتسامح. وسيركز المشاركون في هذه التظاهرة الثقافية والفنية من خلال العروض والمداخلات واللقاءات التي ستعقد في إطار فعالياتها، على استكشاف وإبراز علاقة التراث الأمازيغي المادي وغير المادي بثقافات البحر الأبيض المتوسط إلى جانب بحث ودراسة التصورات الكفيلة بتكريس ودعم الحوار بين الثقافات والأديان ودور الثقافة الأمازيغية في عملية تلاقح الثقافات في المنطقة المتوسطية وفي الحفاظ على السلام، مع وضع استراتيجيات متماسكة لتعزيز الحوار بين الثقافات والتماسك الاجتماعي والثقافة الديمقراطية في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما سينظم في إطار هذا المهرجان، الذي أضحى تقليدا سنويا للاحتفاء بالثقافة الأمازيغية في مختلف تمظهراتها، تنظيم مؤتمر دولي حول موضوع "الأمازيغية وثقافات المتوسط .. من أجل التعايش" بمشاركة العديد من الخبراء والباحثين وبعض الكفاءات الوطنية والدولية التي لها اهتمام وازن بقضايا وإشكالات الثقافة الأمازيغية وارتباطاتها بثقافات المتوسط والتصورات الكفيلة بدعم وتقوية هذه الروابط خدمة لقيم السلم والتعايش والتسامح. وموازاة مع هذا الشق الأكاديمي، ستعرف الدورة 12 من المهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية تنظيم سهرات فنية كبرى للاحتفاء بالأغنية الأمازيغية والمتوسطية من خلال منشديها وشعرائها وفنانيها وذلك من أجل إحياء هذا الإرث الأدبي والفني. وإلى جانب هذه التظاهرات والأنشطة سيعرف المهرجان الذي يحضره العديد من الباحثين والمفكرين والأكاديميين من المغرب والخارج، تنظيم عدة معارض من بينها معرض للكتب وآخر للمنتجات التقليدية والأعمال الفنية بالإضافة إلى معرض خاص بالزربية الأمازيغية.