ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن المتآمرين ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خططوا للانقلاب منذ أسابيع، مستدركة بأن الأحداث فاجأتهم. وينقل التقرير عن النائب عن حزب الحركة الوطنية أوكتاي فورال، قوله إن الانقلاب تم التعجل به، مستدركاً بأن التخطيط لم يكن كذلك، حيث كشف يوم أمس أنه في ذروة المحاولة الانقلابية، حدد الطياران لمقاتلتي "إف-16" التابعتين للمتآمرين طائرة الرئيس التركي أردوغان، لكن لم يعرف سبب عدم إطلاق النار عليها. وتشير الصحيفة إلى أن أردوغان كان يقضي إجازته الصيفية في المنتجع السياحي في مرمريس، عندما لاحقت طائرته مقاتلتا "إف-16″، وهو في طريقه إلى إسطنبول. ويورد التقرير نقلا عن عسكري سابق تساؤله: "لماذا لم يطلقا النار على طائرة الرئيس سراً؟"، وقد صرح أردوغان عندما وصل إلى إسطنبول بأنه كان بينه وبين الموت دقائق، حيث قام المتآمرون بضرب الفندق الذي أقام فيه، وأنزلت مروحيات 25 جندياً بالحبال على سطح الفندق بعدما كان قد غادره. وتعلق الصحيفة بالقول إن "ألغاز الانقلاب بدأت تتكشف شيئا فشيئا، وفي تركيا لم يعد أحد يفرق بين العدو والصديق، خاصة أن مساعد الرئيس للشؤون العسكرية علي يازجي كان من بين المتآمرين". ويلفت التقرير إلى أن المتآمرين قرروا التعجيل بالعملية، التي كان مقررا لها في صباح يوم 16 تموز، بعدما سمعوا أن الحكومة اتخذت إجراءات لإلقاء القبض على 300 من الجنود المتهمين بدعم رجل الدين فتح الله غولن، ولهذا قرروا المضي في العملية قبل موعدها، ومفاجأة الحكومة قبل أن تفاجئهم. وتذكر الصحيفة أن العملية انتهت بالفشل، ومقتل 290 شخصا، منهم 190 مدنيا، مستدركة بأنه في الوقت الذي قالت فيه الحكومة إن مجموعة صغيرة من الجنود هي التي تقف وراء العملية، فإن الأرقام والأسماء التي نشرتها تظهر أن المؤامرة واسعة وعميقة داخل الجيش. ويكشف التقرير عن أنه يعتقد أن أكين أوزتيرك، الذي كان قائد سلاح الجو، وعضو المجلس العسكري الأعلى، هو العقل المدبر للعملية، لافتا إلى أنه قاد مجموعة تضم مستشار الرئيس للشؤون العسكرية، وقائد القاعدة العسكرية الجوية إنجرليك، التي تستخدمها القوات الأميركية لضرب تنظيم "داعش" وقائد الجيش الثاني. وتنوه الصحيفة إلى أنه لم يتم إحباط الانقلاب إلا عندما استجاب مؤيدو أردوغان لندائه، وخرجوا إلى الشوارع، مشيرة إلى أن الحكومة التركية تطالب اليونان بتسليم ثمانية جنود وصلوا إليها عبر مروحية. ويفيد التقرير بأن محامي الجنود الثمانية يقول إنهم يزعمون أنهم تلقوا أوامر لنقل جنود جرحى، ولا علاقة لهم بالانقلاب، مشيرا إلى أن غولن نفى كذلك أي علاقة له بالمؤامرة، بل إنه أشار إلى أنها من تدبير أردوغان. وبحسب الصحيفة، فإن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أعلن القضاء على المؤامرة، وعودة الحياة لطبيعتها في تركيا، لافتة إلى أن أردوغان لا يزال في إسطنبول، قاعدة دعمه الشعبية، حيث طالب الجماهير بعدم مغادرة الشوارع. ويورد التقرير أن محللبن يرون أن حالة عدم اليقين والتوتر في بلد تعداده 80 مليون نسمة مثيرة للقلق، مشيرا إلى قول المحلل في مجموعة "لفينتاين" دانيال نيسمان: "عدم وجود وضوح في تركيا له تداعيات خطيرة ليس على المنطقة فقط، بل على العالم كله". وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول نيسمان: "الرد الواقعي هو القبول بأن أردوغان هو الرئيس المنتخب شرعيا، مهما انتقد البعض قيادته، فهو قادر على إرضاء قطاع واسع من السكان، الذين كانت لديهم العديد من الفرص للتصويت ضده، لكنهم لم يفعلوا".