كان المشهدان متشابهان في موقعي اعتصامين لعمال الشركة المغربية للصلب، حيث تدخلت القوات العمومية بعنف أول أمس الأربعاء، لتفريق تجمعين لعشرات المضربين بكل من أمام المدخل الرئيسي للشركة بمنطقة تيط مليل بنفوذ عمالة البرنوصي، وبساحة مارشال وسط مدينة الدارالبيضاء. وأفاد مصدر نقابي، أنه كان من المقرر أن ينظم العمال المضربون منذ عدة شهور اعتصاما بساحة مارشال، حيث افترشوا الأرض يوم الأربعاء 13 يوليوز الجاري، ابتداء من الساعة الثانية زوالا، كما ظلت مجموعة أخرى من زملائهم ترابط بمعصم داخل خيام بلاستيكية أمام مقر الشركة، غير أن إنزال أمني كثيف لقوات التدخل فاجأ المعتصمين في حدود الحادية عشرة ليلا، حيث تدخلت عناصر الأمن بعنف تفريقهم وإجلاءهم من المكان، مما تسبب في إصابة العديد من العمال برضوض وكدمات في أنحاء متفرقة من أجسادهم، تطلبت نقل بعض المصابين بواسطة سيارات الإسعاف إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات. كما كان مصير المعتصمين أمام الشركة بتيط مليل بنفس الطريقة، بعد محاصرتهم وهدم عششهم باستعمال القوة، ومحاولة اعتقال عدد من المضربين، بالإضافة إلى حجز دراجاتهم النارية وملابسهم وأغطيتهم. وللإشارة يخوض عمال الشركة المغربية للصلب، الذين يصل عددهم لحد الآن إلى 830 عامل، سلسلة من الوقفات والاعتصامات، حيث كانوا منذ انطلاق الإضراب بتاريخ 19 دجنبر 2015 حوالي 1200 عامل، لكن ما أسمته مصادر نقابية سياسة «الرهيب والترغيب» دفعت نسبة من المضربين إلى الالتحاق بالعمل، بينما حاولت إدارة الشركة تعويض البقية المستمرة في الإضراب بعمال مؤقتين عن طريق إحدى مؤسسات الوساطة في التشغيل، مما كان سببا في تجويع وتشريد مئات الأسر.