لم تكن مي فتيحة تدري ان "حبيبة" صغيرة نبتت في حنجرتها ستوصلها الى ما وصلت اليه. في رمضان ماقبل الماضي أحست هذه المرأة الستينية بالام في حنجرتها وأصبح صوتها يضعف ويميل الى البحة يوما عن يوم لتقرر الذهاب الى مستشفى (الحومة) الذي "اعتقد" في الأول أن الأمر يتعلق بمرض أصاب الحبال الصوتية!! ووصف لها أدوية، لكن دون نتيجة، ليتم توجيهها الى مستشفى 20 غشت، و فحصها من جديد، قبل الاشارة عليها باجراء راديو على الصدر وفحوصات أخرى ليتبين بعدها أن "مي فتيحة" مصابة بمرض اخر. أمام هذه الحيرة، يروي نجلها لأحداث أنفو، لم تجد بدا من العودة الى مستشفى 20 غشت، حيث أجري لها فحص بالراديو، ليخبرها الطبيب المعالج بأن لحمة نبتت في حنجرتها وهي المسؤولة عن ضيق التنفس، وأعطاها وصفة دون جدوى. وبعد استشارة طبية أخرى قام بها أربعة اطباء مباشرة بعد تعرضها لحالة اغماء شديدة وهي في طابور الانتظار، خلص التقرير الطبي الى الزامية القيام بتدخل جراحي مستعجل لتعميق الفحص، لكن طرأ خلاف بين الطاقم الطبي حول الأولويات، انتهى بتمزيق حنجرتها من طرف طبيب من الطاقم، دون تخذير، وتم أخد عينة ليكتشفوا أن السيدة مصابة بالمرض اللعين ويلقوا اللائمة على بعضهم البعض، جراء تقاعسهم في التعامل مع الحالة بجدية، مما فوت فرصة الشفاء على المريضة. وكان الحل الأخير أمام الأطباء هو ازالة الحنجرة!! لكن ذلك يتطلب مصاريف باهظة، فيما لا زالت الادارة المعنية تماطل في تجديد بطاقة راميد للمريضة!! البطاقة التي انتهت في شهر 2 من هذه السنة. مما يطرح اشكالا حقيقيا وأسئلة محرجة حول مدى جدوى راميد الذي تفتخر الحكومة ب"تنزيله".. الى الحضيض ربما. في هذا الاطار تصادف تواجدنا بمنزل المريضة مع مكالمة هاتفية أجراها وزير الصحة الحسين الوردي مع مي فتيحة، واعدا اياها بما وعد به الشابة حنان، ليظل السؤال الى متى هذه الحلول الترقيعية؟ أليس الأجدر بالوزير البحث عن حلول حقيقية وعملية لمعضلة القطاع الصحي؟؟. https://www.youtube.com/watch?v=L6YXQatUEUE