مستشفى الاختصصات أم مستشفى الخصاصات تردي الخدمات الطبية نتيجة الخصاص في التجهيزات وتعطليها وسيطرة الخواص على المجال الطبي الرباط/ تحقيق المصطفى بلحامرة المكان: مؤسسة طبية تشد إليها رحال المرضى للعلاج من مختلف الأمراض التي تغزو الرأس بما فيه الأذن والحنجرة والأنف، والعيون، وبعبارة أصح وأوضح يسمى مستشفى الاختصاصات ويعتبر الوحيد من نوعه في البلاد ويقع في العاصمة الإدارية للمملكة الرباط. الزمان: يبقى الزمن الذي يفد فيه الزوار من جميع أنحاء البلاد على هذه المؤسسة الاستشفائية غيرمحدد تحت طائلة الإكراهات الخارجة عن إرادة المريض إلا أن تتحدد بمواعد على مدى الشهرين أو الثلاثة أشهر، يحددها عمال ومستخدمو الشركات الخاصة التي أحدثت أساسا للحراسة والفوترة، وإن كان الأمر يتطلب حالة الاستعجال، ليس إلا. وفي حدود الاختصاص النوعي في البحث عن حقيقة ما يجري في المؤسسات الاستشفائية عموما من إهمال طبي نظرا لتعطيل التجهيزات الطبية أحيانا أو انعدامها أحيانا أخرى بالمرة. إلا أن مايزيد الطين بلة ويعرقل سير العمل المنظم داخل المؤسسات الاستشفائية عموما، هوإطلاق العنان لمستخدمي الشركات الخاصة بالتدخل في كل شاذة وفادة حتى أصبحوا كالبرامكة في عهد خلفاء بني العباس !! لم تعد للطبيب المختص الذي أكلت من عمره السنون في دراسة العلوم الطبية على مدى ردح من الزمان، الكلمة، ليقرر في شأن المريض المصاب بأمراض خطرة قد تتطلب استعجالا لعلاجها، لما آلت الأمور إلى الغرباء عن المهن التطبيبية، من المتطفلين على المهنة سواء أكانوا تقنيين أو إداريين الذين يتم انتدابهم للقيام بمهام المساعدين الطبيين، وتحت ضغط إكراهات النمو الديمغرافي وتصاعد وتيرة تطور الأمراض والأوبئة وحوادث السير والشغل على حد سواء. البناية تقادم عليها العهد وأصبحت تفتقر إلى المستوى اللائق بالتطبيب. فرغم تسارع وتيرة الإصابات المرضية، فإن هذه البناية لم تعرف توسعة حتى تستوعب الأعداد المتزايدة من المرضى الذين يبقون تحت المكلف بالموافقة للحصول على سرير . بين مستشفى الاختصاصات ومستشفى الخصاصات منطقيا فهذه المؤسسة الطبية أنشئت لغاية ممارسة الاختصاصات في علاج أمراض تصيب كل ما تحمله الرأس من أعضاء حساسة والتي لها تأثير على جسم الإنسان. وتدخل هذه الاختصاصات في علاج الجهاز العصبي والأنف والحنجرة و العيون تطبيبا وجراحة. لكن الخصاص الذي أضحت تعاني منه هذه المؤسسة الطبية، في ما يخص التجهيزات كالمختبر وراديو الأشعة والسكانير والأدوات المستعملة في التطبيب سواء بسبب تعطيلها أوالتراخي في إصلاحها أو انعدامها بالمرة مما يتسبب في معاناة المرضى الوافدين من جميع أنحاء البلاد عندما يتم تمديد مواعيد إجراء العمليات الجراحية كما هي الحال بالنسبة لأحد المصابين في الأذن الذي حدد له المكلف بالمواعيد يوم 12/11/2015 لإجراء فحص تقني على الأذن مما سيجعله ينتظر تسعة أشهر ابتداء من تاريخ 31/3/2015 وهناك موعد قبله لمراجعة الطبيب حدد الموعد من طرف المكلفة في ثلاثة أشهر ابتداء من 31/3/2015 إلى غاية 29/6/2015( نحتفظ بوثائق ثبوتية في الموضوع. معاناة الطاقم الطبي جراء الفوضى السائدة في المستشفى ليس المرضى وحدهم يعانون من سوء الخدمات الطبية وتعثرها، بل حتى الطاقم الطبي من أطباء أساتذة وممرضين وإداريين. فالأطباء سواء منهم المقيمون أو الخارجيون، يعيشون أزمة مادية ويشتغلون في ظروف جد صعبة ويعانون من حالات مزرية جراء خصاص مادي يهدد الوضع الاجتماعي. ومما زاد الوضع تأزما هو ربما تفويت القطاع الصحي برمته لشركات خاصة تفتقر إلى الخبرة والمهنية والاحترافية الشئ الذي يؤثر على حسن سير الخدمات كالارتجال والعشوائية في تحديد المواعيد دون الرجوع إلى الطبيب المختص ومايطبع المواعيد يسري على الفوترة التي تتم عبر عدة قنوات. وحيث أن المريض عوض أن يمر من مكان واحد يجد نفسه مكرها على دفع الوثائق في شباك،قبل الولوج إلى قاعات عمليات التطبيب والتمريض. ومن ثم إلى شباك الفوترة ثم إلى شباك الأداء ثم يعود المريض أدراجه من جديد إلى الشباك الذي وضع فيه الوثائق لإتمام الإجراءات مع ما يفرضه ذلك من صور شمسية. وأحيانا يفاجأ المريض بمطالبته بوثائق لم تكن في حسبانه ولم يخبر بها البتة من قبل أي يوم تحديد التطبيب، هذا إن بقي على قيد الحياة . وهناك عدة مضايقات وتعثرات ومتاعب تعترض سبيل المريض من قبل عمال الحراسة الخاصة بسبب جهلهم بالمجالين التنظيمي والاستشفائي، ناهيك بالمواعيد التي تضرب للمرضى وفق مزاج القائمين على هذا الإجراء الأولي من قبل الخواص المتطفلين على الميدان الطبي والاستشفائي. مشاكل بالجملة المشكلة الأعوص هي عند مراجعة الطبيب المختص وتبقى قائمة الذات في جميع مصالح مستشفى الاختصاصات ، باستثناء مصلحة الجهاز العصبي بشقيه. أما مصلحة الأنف والأذن والحنجرةORL فتلك الطامة الكبرى وكأن المريض يسعى إلى الحصول على تأشرة شينغن للدخول إلى بلد أوروبي، فالأسلوب السائد هو ما يعرف باللسان العامي ب"تصدير" المريض في إطار "سر حتى تجي" وهكذا دواليك حتى يتطور المرض مع مرور الزمن ويقضي المريض نحبه وتتحقق مقولة"كم حاجة قضيانها بتركها". أما في حال ما إذا تم قبول المريض لإجراء عملية، فإن المدة الزمنية قد تتجاوز الشهر أو أكثر. أما في مصلحة طب العيون فالمتاعب والعراقيل أدهى وأمر. الحالة في المستعجلات المصابون منتشرون هنا وهناك ممددون على الأرض بين البكاء والأنين جراء معاناة ألم المرض ومعاملة عمال الحراسة الخاصة القاسية وبين الإهمال واللامبالاة.ورغم أن هذه المصلحة تعتبر البوابة التي يمر منها المريض سواء إلى غرفة العمليات أو الاستشفاء أو تلقي العلاج، فإن المريض يجد نفسه ضحية إهمال ولامبالاة هذا إن لم توافيه المنية قبل رؤية الطبيب ، مع إجباره على أداء واجب الفحص المحدد في مبلغ 60 درهما وبدونه يبقى سجين مكانه .إنه شئ مقزز للغاية، مرضى أعياهم طول الانتظار واستسلموا للمعاناة الناتجة عن إصابات وبائية تدخل في احتصاصات هذا المشفى أو عن إصابات عرضية في حوادث السير الطرقي والشغل كفقإ العيون وانثقاب طبلة الأذن والشلل النصفي إلى غير ذلك واللائحة تطول ... ناهيك بالخصاص في الأطباء والممرضين . أجهزة معطلة أو منعدمة مما يزيد في معاناة المريض في المستشفيات عموما ومستشفى الاختصاصات على الخصوص، هو تعطل جهاز السكانير في غالب الأحيان الشئ الذي يؤثر على المواعيد من حيث تمديده للشهر والشهرين أو الثلاثة أشهر بالنسبة للمريض الوافد من جهات نائية بالرغم أنه لايد له في هذا الطارئ من العطب. وما يسري على جهاو السكانير ينطبق على جهاز راديو الآسعة. وما هو إيجابي في هذه المؤسسة الاستشفائية، هو لحسن حظها أن جعل على رأسها بروفيسور (ياسر ارخى) لإدارة شؤونها بروح إنسانية وضمير مهني دائب السعي نجده يجتهد لتحسين الخدمات لإنقاذ حياة المرضى والمصابين، رغم المثبطات ، كما يسعى بما يمليه عليه ضميره ترفعا عن الدنايا للإخلاص لمهنته الشريفة في مجال تخصصه في مجال تطبيب الجهاز العصبي بشقيه الجراحي والاستشفائي مما يعطي وجها مشرفا للعمل الطبي . ويكفي البروفيسور ياسر ارخى فخرا بكونه يحظى بتقدير كبير في مجال العمل الجمعوي والإنسائي كما يحظى بتقدير مرضى الجهاز العصبي المتخصص فيه. فما أحوج الناس إلى مثل هذا الرجل في بقيىة المصالح الطبية الأخرى.