«والله العظيم يلا حشومة عليهم، وليدات البحارة مساكن كيتسناو في الجنازة ديال بواتهم، أوها نتوما كتشوفو كيقولوا لينا ماكينش الطبيب اللي يشرحهم، حتى ولات الريحة خانزة كتشم من برا، وهاد الميتين مساكن شحال أوهوما في البحر أوزادو يومين هنا، والله العظيم يلا عيب أوعار»، يقول أحد الشبان من عائلة أحد البحارة بنبرة حزينة والدموع لم تفارق عينيه.
لم تندمل بعد جراح عائلات الموتى الذين نقلوا يوم الخميس الأخير إلى مستودع الأموات التابع للجماعة الحضرية لآسفي، قصد خضوع جثتهم للتشريحات الطبية التي تجرى بأمر من الوكيل العام للملك، حتى ازدادت معاناة وآلام هاته العائلات في اليوم الموالي أمام المستودع عندما كانت رائحة جد كريهة تنبعث من المستودع، والتي في غالب الأحيان مصدرها جثث موتاهم، نظرا لانعدام طبيب التشريح به يسهل العملية ويعجل دفن الموتى بعدما أحيل الطبيب الوحيد الذي كان مكلفا بعملية التشريح رفقة بعد مساعديه على التقاعد، وبعدما بقي المستودع خاليا من الموظفين في الوقت الراهن باستثناء سيدة مسنة التي أنيطت بها هاته المهمة الصعبة. العائلات التي وقفت على الحالة المزرية التي يتواجد عليها المستودع والمتعلقة بانعدام طبيب وموظفين به والمكونة من عائلات البحارين الإثنين، اللذين تم انتشال جثتيهما يوم الخميس الأخير من مياه بحر الصويرية القديمة بآسفي عندما كانا على متن زورق للصيد التقليدي، وعائلة الطفلة البريئة «جيهان» البالغة من العمر ثلاث سنوات والتي لقيت حتفها على يد زوجة عمها المختلة عندما خنقتها بواسطة الجوارب حد الموت، وعائلات متوفين اثنين آخرين لم تجد وسيلة لإيصال صوتها للجهات المسؤولة عن المستودع سوى الاحتجاج، من خلال رفع العديد من الشعارات والتصريحات النارية التي أدلوا بها لوسائل الإعلام التي كانت حاضرة هناك. ظل الجميع يحتج أمام المستودع الذي من الفروض على الجماعة الحضرية لآسفي أن تخصص طبيبا للتشريح به، إلى أن تم حل المشكل بعدما تدخل على الخط الدكتور محمد كاريم طبيب بمستشفى محمد الخامس بآسفي وهو بالمناسبة رئيس الجماعة الحضرية لآسفي سابقا وبرلماني سابق، وقام بعملية تشريح الجثث بشكل تطوعي، مع العلم أن أطباء مستشفى محمد الخامس بآسفي، أصبحوا يرفضون رفضا تاما القيام بمهمة التشريح بالمستودع بعدما اتهم في وقت سابقا زميل لهم بتلقي رشوة من عائلة أحد المتوفين بعدما كانوا يقومون بهاته المهمة بشكل تطوعي دون أي سند قانوني، كون المهمة يجب أن يقوم بها طبيب تابع للجماعة. عبد الرحيم اكريطي