لا شك أن رئيس المجلس البلدي لمكناس عبد الله بوانو لا يتنزه ليلا بين شوارع مكناس على الأقدام، ليقف برجليه ونفسه بحكم مسؤوليته على كوارث واختلالات كثيرة تسيء إلى سمعة وجمالية المدينة، وتطرح عدة تساؤلات وعلامات استفهام حول فاعلية تدبير الشأن العام بهذه المدينة المسكينة البئيسة المنكوبة، وتضع مصداقية المسيرين الجدد على المحك. تكفي بوانو جولة بسيطة بأهم وأشهر شوارع مكناس ومصدر فخرها بالمدينةالجديدة، شارع محمد الخامس الذي يشقها ويعتبر قلبها النابض ومحج جل المكناسيين والضيوف الوافدين عليها، ليكتشف في خجل أن الشارع الطويل تنعدم فيه الانارة العمومية على مستوى طول الجهة المتاخمة لبنك المغرب، منذ أيام طوال والمارة ورواد هذا الشارع من نساء وفتيات وشيوخ وأطفال ممن يستعملونه في الترويح عن النفس أو قضاء المآرب، يفعلون ذلك تحت عتمة وظلام دامس، مما يبعث فيهم شعورا بعدم الأمان، خصوصا بين صفوف النساء و الفتيات، ويفسح المجال أمام بعض المنحرفين والمتحرشين لممارسة هوايتهم في المضايقة والتحرش بكل أمان وأريحية. العديد من المواطنين بمكناس من مستعملي هذا الشارع الشهير، لم يخفوا حجم استيائهم وامتعاظهم من انعدام الانارة العمومية على طول إحدى جنباته، مما يضطر الكثيرين إلى عبور الطريق نحو الضفة الأخرى حيث الاضاءة اللازمة و الأمن الكافي، متسائلين عن الجهة المسؤولة عن هذه الفضيحة المسيئة لسمعة المدينة، معبرين عن استغرابهم من التناقض بين الواقع وما يروجه ويتفاخر به أحد نواب الرئيس ابوانو المقربين على صفحته بالفايسبوك كون الجماعة "قد تباشر 60 عملية تركيب مصابيح الإنارة العمومية في يوم واحد مصابيح من النوع الجيد وقابلة لأن تحمل نوعية LED" مع وضع صورة عامل كهربائي تابع للجماعة على متن شاحنة يغير أحد المصابيح بعمود كهربائي، يتساءلون، كيف أن الجماعة في شخص نائبها يروج أن 60 مصباحا جيدا يُركب يوميا بشوارع وأزقة المدينة، في حين أن أشهر شارع يغط في ظلام دامس؟ شارع لا يبعد عن مقر الجماعة سوى ببضع أمتار، هذا دون الحديث عن باقي الشوارع غير البعيدة أيضا عن بوابة المجلس البلدي التي تعاني من نفس المشكل أو إضاءتها رديئة خافتة، ناهيك عن الشوارع التي اقتلع زليج أرصفتها وظهر ترابها تؤثثها حاويات القمامة الممتلئة و المتناثرة على جنباتها، في مشهد مقزز يمس برونق المدينة ويعطي صورة حية وواقعية عن سياسة تدبير مكناس ويكشف التناقض بين شعارات الحملات الانتخابية وممارسة السلطة و التدبير والتسيير على ميدان الحقيقة.