قرر الوكيل العام للملك باستئنافية مكناس الذي أحيل عليه الدركي البالغ من العمر57 سنة من طرف الضابطة القضائية للمركز القضائي بسرية الدرك الملكي 20 غشت بمكناس صباح يوم السبت المنصرم على أنظار الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مكناس في حالة اعتقال للشروع في محاكمته يومه الإثنين، لاشتباهه في جريمة قتل الموظفة بجماعة المصدر بإقليم الخميسات البالغة من العمر 54 سنة. وبعد أن أنهت االضابطة القضائية مسطرة البحث التمهيدي مع الدركي المنتمي وظيفيا للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالخميسات، وانتهاء مدة الحراسة النظرية التي وضع تحت تدابيرها بتعليمات من الوكيل العام بعد إيقافه بالرباط مساء يوم الأربعاء فاتح يونيو. تعود تفاصيل القضية إلى يوم 31 ماي المنصرم، حينما تحين الدركي الأب لابنين الذي يعاني من ضائقة مالية خانقة، الفرصة للوصول إلى الموظفة العانس المعروفة بتقديمها السلفات للراغبين فيها مقابل فوائد محددة كما يفعل المرابون، وخلال مصاحبتها على متن سيارتها التي اقتنتها مؤخرا، وبدافع بحثه الملح على المال ظنا منه أنه بحوزتها، قام بضربها بواسطة حجرة وأغمي عليها واعتقد أنها فارقت الحياة. وآنذاك وضعها بالمقاعد الخلفية وقاد السيارة في اتجاه مريرت باحثا عن مكان مناسب للتخلص من الجثة، ولما لم يتأت له ذلك، عاد ليلا إلى خلاء غير بعيد عن مركز عين عرمة. وعند إنزاله جثة الموظفة للتخلص منها، فوجئ بأنها لاتزال حية، آنذاك استقر رأيه على قتلها بدوسها بعجلات السيارة على مستوى رأسها، إلى درجة أصبح من الصعب التعرف عليها. وفي محاولة منه لإخفاء آثار الجريمة، اتجه إلى مدينة مكناس واقتنى لترا من البنزين من إحدى محطات التوزيع مستغلا صفته الأمنية وهو يرتدي لباسه الوظيفى وركن السيارة غير بعيد عن مركز الدرك الملكي 20 غشت بمكناس، ولما شرع في سكب كيمية البنزين على السيارة لإحراقها فاجأه الحارس الليلي فغادر حينها المكان بواسطة السيارة التي تعرف الحارس الليلي على نوعها ولونها، دون أن يتمكن من تمييز أرقام لوحتها المعدنية، وتخلص من السيارة في خلاء بضواحي الخميسات. وصباح يوم فاتح يونيو اكترى سيارة واتجه إلى مدينة الرباط، حيث تم إيقافه بها ليلا من طرف عناصر الدرك الملكي بمكناس بعد العثور على جثة الموظفة وسيارتها في الخلاء وعثر بداخلها قرب مبدل السرعة على مبلغ 1500 درهما وبداخل صندوقها الخلفي على مبلغ 10.000.00 درهم. ويستفاد من المعطيات المتوفرة، أن الخيط الرفيع الذي قاد محققي الدرك الملكي بمكناسوالخميسات لتحديد هوية الدركي هو عثور الحارس الليلي على شارته الخاصة بجوار مركز الدرك الملكي بمكناس، حيث كان يتهيأ لإحراق سيارة الموظفة بعد إجهازه عليها وتشويهه جثتها. روشدي التهامي