عاش جمهور مهرجان موازين في فضاء شالة التاريخي، السبت، أجواء رحلة روحية صنعتها باقتدار فريد فرقة علي رضا قرباني، سفير الغناء الكلاسيكي الإيراني. بقصائد من عيون الشعر الصوفي، لم تكن اللغة الفارسية عائقا أمام اندماج الحضور في حالة من الارتقاء الروحي على إيقاع نصوص موسيقية رفيعة تصاحب أداء صوتيا متفردا للفرقة التي باتت أيقونة في عالم الموسيقى الروحية عبر العالم. من وصلات عزف انفرادي، برع فيها أفراد الفرقة، إلى محاورات متصاعدة بين الوتري والإيقاعي، تفاعل جمهور من كل الفئات مع إبداع موسيقي أصيل يجمع التمكن والصنعة مع الارتجال الموسوم بجذبة روحية متسامية، وانقاد لسحر الأداء الغنائي بخامة صوت نادرة لدى علي رضا قرباني، المنجذب إلى الاشتغال على شعر الصوفيين الكبار. وينسج قرباني الذي حل بفرقته لثالث مرة للمشاركة في تظاهرات فنية بالمملكة، علاقة متينة بين الماضي والحاضر بفضل المواهب الارتجالية للموسيقيين لديه الذين يمنحونه الفخامة الأوركسترالية والرزانة الحميمية اللازمة لبروز أغنيته القوية والمتفردة بنبرات تحرك السواكن. وشكل حفل موازين الذي قدمه علي رضا رفقة سمان سماني (تأليف وكمنجة)، ميلاد محمدي (تار) وحسين زاهاوي (دافن أودو)، تجسيدا لكنه المشروع الفني لهذا الفنان الذي يعد في الغرب واحدا من أقوى ممثلي الغناء الشرقي في باب إحياء القصيدة القديمة بقالب موسيقي عصري. وبرع علي رضا قرباني في أداء أشعار جلال الدين الرومي، ونخبة المتصوفين الكبار في التاريخ الإسلامي فضلا عن أعلام القصيدة الكلاسيكية الفارسية. يذكر أن علي رضا قرباني من مواليد مدينة طهران في العام 1972، تعلم قراءة القرآن صغيرا، ودرس الموسيقى ابتداء من منتصف الثمانينات. ذاع صيته خارج إيران منذ جولته الأولى عام 2000.