أفادت مصادر مقربة من أسرة طفل بمدينة شفشاون، أن إبنها البالغ من العمر 10 سنوات، نجى بأعجوبة من موت محقق، بعد محاولة انتحار فاشلة، ناتجة عن تتبعه لأحد المسلسلات التركية التي تبث على قناة مغربية، ويتعلق الأمر بأحد المسلسلات الأكثر شعبية المعنون ب"سامحيني". ووفق رواية المصدر، فإن الطفل ذو 10 سنوات، كان من متتبعي المسلسل والمغرم به، كعدد كبير من الأطفال والكبار الذين يتابعونه باستمرار، ويتفاعلون معه بشكل كبير جدا، حتى أن منهم من يبكي لبكاء ابطاله ويفرح لفرحهم. وهو امر أثر بشكل كبير في الطفل، وجعل تفاعله يزيد عن اللزوم، خاصة بعد واقعة انتحار بطلة المسلسل "منار".. حيث عمد الطفل لتقليد الواقعة بكل تفاصيلها، حيث توجه الطفل بعد نهاية الحلقة الأخيرة من الجزء الرابع، بعد انتحار البطلة، توجه لغرفة والديه وأخذ حزاما ولفه على عنقه، وشده في مقبض حقيبة كانت بالخزانة العليا بغرفة النوم، ليعلق نفسه هناك في محاكاة لما حدث بالضبط، معتقدا أنه سيلحق بها أو أنه سيجعل من نفسه بطلا مشابها. إلا ان فطنة الأم وتفقدها لولدها الذي لم يسمع له حس بالمنزل، دفعها للبحث عنه لتجده في وضعية كارثية معلقا وفي عنقه الحزام، يكاد يزهق روحه. حيث قامت بفكه واستدعاء المصالح الطبية، حيث تم نقله على وجه السرعة للمستشفى الإقليمي بشفشاون، لتلقي العلاجات الضرورية، حيث مكث عدة ساعات بقسم العناية المركزة. وتتخوف الأسرة من التأثير الكبير للمسلسل المذكور على إبنها، وعودته لمحاولة انتحار أخرى مشابهة، وهو ما جعلها تلتمس خضوعه لعلاج نفسي، يساعده على تفهم ما يحدث حوله، خاصة وأن الأسرة لا تتوفر على إمكانيات للمتابعة النفسية لإبنها، في ظل غلاء العلاج النفسي والمتابعة الطبية له. ويتابع عدد كبير من الأطفال المسلسل المذكور، برفقة أولياء أمورهم في الغالب، يتفاعلون معه بشكل كبير. ويتحول أولياء الامور المسؤولية الكاملة في ذلك، وفق ما أشار له مصدر طبي متخصص، خاصة في ظل انتشار تلك المسلسلات العاطفية جدا، وكذلك طول مدة الفرجة وغيرها.. مما قد يؤثر حتى على بعض الوظائف الدماغية للطفل، وفهمه لمحيطه وللحياة أحيانا، بفعل الحشو والتهيئات التي تحملها تلك المسلسلات والبعيدة كل البعد عن الواقع.