نوه الكاردينال ثيودور ماكاريك، الأسقف السابق بواشنطن، أمس الثلاثاء بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية، ب"أهمية" الجهود التي يبذلها المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل حماية الأقليات الدينية. وأعرب الكاردينال ماكاريك، الذي كان يتحدث في ندوة نظمت بمقر نادي الصحافة الوطني حول موضوع الأقليات الدينية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، عن "امتنانه" لجلالة الملك على "الجهود الشجاعة والهامة"، التي يبذلها جلالته من أجل تعزيز التفاهم والتعايش بين الأديان. وأكد أن "جلالة الملك محمد السادس كانت له فكرة حكيمة تتمثل في جمع العلماء والباحثين والمربين من ذوي الكفاءة العالية من جميع أنحاء العالم بمراكش بمناسبة المؤتمر حول حقوق الأقليات الدينية من أجل التعبير بشكل منفتح عن وجهات نظرهم ورؤاهم بشأن هذه القضية"، مشيرا إلى أن هذه المقاربة تحمل في طياتها طابع "الحكمة والشجاعة". ولاحظ أن هذا المؤتمر، الذي انعقد من 25 إلى 27 يناير الماضي تحت رعاية جلالة الملك، تميز بمشاركة فعالة لممثلي الديانات الأخرى من العالم، الذين ساهموا في إعداد إعلان مراكش "الهام". وقال إن هذا الإعلان "المؤسس" يجدد التأكيد على مبادئ ميثاق المدينةالمنورة التي صيغت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تضمن الحرية الدينية للجميع بغض النظر عن إيمانهم ومعتقداتهم، داعيا إلى الحفاظ على روح الخارطة طريق هاته من خلال التفعيل الجيد لتوصياتها من أجل عالم جديد. ومن جانبها، أشادت عزيزة الهبري، أستاذة القانون بجامعة ريتشموند (فيرجينيا)، والتي شاركت في مؤتمر مراكش، بدور المغرب في الجهود التي أدت إلى إعداد هذا الإعلان، الذي يؤكد مجددا الالتزام بمبادئ ميثاق المدينةالمنورة. وأشارت، في هذا السياق، إلى أن هذا الميثاق يقر بأن مبدأ المواطنة يشمل كل الانتماءات، ويدعو إلى مراجعة حكيمة للفقه الإسلامي ليأخذ بعين الاعتبار التحولات التي شهدها العالم. ولاحظت السيدة الهبري، علاوة على ذلك، أن إعلان مراكش، الذي يمثل "خطوة هامة نحو التغيير"، يدعو إلى بروز تيار اجتماعي واسع ينصف الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة، ويدعو إلى "تعزيز حقوق هذه الأقليات". وخلصت إلى أن "إعلان مراكش يمثل خير مثال للرسالة الأصيلة للإسلام الذي يدعم الحرية الدينية".