في سياق انفتاحه على رموز الثقافة الوطنية والمحلية، نظم نادي القراءة بثانوية ابن رُشد ببرشيد لقاءً مفتوحا جمع الروائي والناقد شعيب حليفي بتلاميذ الثانوية التأهيلية ابن رشد (الجمعة سادس ماي 2016)، حيث افتتح اللقاء الأستاذ سالم الفائدة بكلمة ترحيبية، أكد فيها على أهمية انفتاح المؤسسات التعليمية والتربوية على رموز الثقافة الوطنية لتعزيز القيم الفكرية والإبداعية للناشئة، قبل أن يتناول الكلمة ناظر المؤسسة في كلمة ترحيبية نيابة عن إدارة المؤسسة وأطرها التربوية، والذي أكد بدوره على دور الثقافة في تحقيق تربية متوازنة تعلي من القيم النبيلة وتحفز روح الإبداع والابتكار. بعد ذلك تناول الكلمة التلميذ رشيد راجا الذي قدم قراءة في كتاب "لا أحد يستطيع القفز فوق ظله" مبرزا خصوصية تجربة شعيب حليفي وأهميتها في التأريخ لقضايا اجتماعية وسياسية ، انطلاقا من تجربة الذات وما تعيشه داخل الأسرة والعمل والحياة . أما التلميذة هند بورويص التي قدمت قراءة في رواية "زمن الشاوية" فقد طرحت جملة من الأسئلة الروائية حول علاقة الرواية بالتاريخ والذات والمجتمع. وفي مداخلة ثالثة قدمها التلميذ محمد عبد االفتاح في "مجازفات البيزنطي" ، انطلق من جملة أسئلة حول مضامين الرواية ودلالة شخصياتها وطبيعة العلاقات الرابطة بينها. بعد مساهمات التلاميذ، تناول الكلمة شعيب حليفي الذي عبر عن شكره لأطر وإدارة الثانوية على ما يبذلونه من جهد لعزيز النشاط الثقافي من خلال هذه اللقاءات. وقد تناول في كلمته جملة من القضايا والمواضيع المتصلة بتجربته الروائية وفضاء الشاوية، إذ أشار في البداية لعلاقته الحميمة بفضاء الشاوية الكبير مستحضرا مراحل دراسته الثانوية بثانوية ابن عباد بمدينة سطات، وكيف كانت هذه الفضاءات تمده بطاقة الخيال والإبداع والحياة، باعتبار الكتابة فعلا نبيلا لتحصين الذات وبناء القيم الكبرى،وأشار أن فضاءات الشاوية وأزمنتها في الرواية هي سردية كبرى تعيد الحياة لكل ما يفنيه الزمن أو يُهمله ويخفيه.وفي هذا السياق وجه دعوة إلى التلاميذ للالتفات والنهل من المكان لبناء خيالهم وصنع مستقبلهم. إلى جانب ذلك أيضا ، تحدث حليفي عن تجربته الروائية مبرزا علاقته بفضاء الشاوية وتاريخه ورموزه وهموم شخوصه وناسه،خاصة في روايتيه "زمن الشاوية ومساء الشوق"، فالكتابة الروائية بالنسبة إليه ليست مجرد تعبير يعكس الفضاءات والعوالم،وإنما مرتع لملء فراغات الروح، فهي تمنحنا القوة لمواجهة كل عوامل اليأس والإخفاق. من خلال ذلك حث التلاميذ على أهمية القراءة لتغيير واقعهم ومستقبلهم وتحقيق ذواتهم والانتصار على اليأس والضياع وبالتالي استرجاع الهوية المفقودة في زمن العولمة والوسائط المختلفة التي تقتل الرموز الحقيقية وتستبدلها برموز من وهم. بعد كلمة شعيب حليفي، دخل الكاتب مع التلاميذ في حوار مفتوح، حول عدد من القضايا والموضوعات التي أشار إليها في تجربته الروائية وكذا عن مشاريعه السردية المقبلة حول الشاوية وفضاءاتها وحول علاقة إبداعه بواقع المجتمع.