لقاء أدبي مع الروائي شعيب حليفي ، ذلك الذي عقده الصالون الأدبي بالدارالبيضاء يوم الأحد 06 مايو 2012 ،حيث تحدثت منسقة هذا اللقاء سلمى براهمة ، عن أهمية مقاربة روايات شعيب حليفي لما تمتاز به من تجديد وجرأة واستمرارية، بلغة شفّافة وقوية لها مقدرة تكثيف الخيال وخلق الحكاية. في المداخلات الثلاث، سيفتتح الميلود عثماني الجلسة بورقة عنونها ب «عشرة مداخل لفهم وتأويل المنجز السردي لدى شعيب حليفي«، مفصلا القول بأن مدونة حليفي الروائية المتكونة من عدد من النصوص الروائية المتنوعة والمركبة (مساء الشوق(1992)، زمن الشاوية(1994)، رائحة الجنة (1996)،مجازفات البيزنطي(2006)، أنا أيضا :تخمينات مهملة (2011)،لا أحد يستطيع القفز فوق ظله (2012))، لا تترك مجالا للشك بالنسبة للملاحظ الموضوعي في القول، إن المدونة الروائية التي نحن بصدد التقاط أهم خصائصها التيماتيكية والتداولية والسردية - الأسلوبية، تشكل نسقا روائيا يتميز بالوحدة والتنوع والتكامل. وهذه المدونة تتميز بمواكبتها لما هو تاريخي واجتماعي وثقافي وسياسي ونقدي وذاتي، الأمر الذي يضعنا أمام مشروع روائي له مقدماته الصغرى والكبرى ونتائجه . وانتقل د/ الميلود عثماني إلى الحديث عن الأبعاد الثلاثية في الروايات المدروسة؛ تيماتيكية (التيمات الكبرى والعامة المؤطرة لهذه المدونة)، وتداولية(وتتمثل في انفتاح السارد على المسرود له، وما يترتب على ذلك من ردم للهوة بين الكاتب والقارئ كطرفين افتراضيين، وما بين السارد والمسرود له باعتبارهما كائنين داخل نسق الحكاية ،) وسردية أسلوبية (المسطرات السردية-الأسلوبية العامة التي تدبر صياغة نصوص حليفي الروائية، وتكشف عن الاشتغال النصي والجمالي الذي يميز مدونة الكاتب روائيا.).وعن المداخل التي تحدث عنها فهي : - المدخل الأول : الرواية وتشخيص الواقع. - المدخل الثاني : الهوية السردية . - المدخل الثالث: الكتابة الروائية وإرادة المقاومة. - المدخل الرابع : المحلية . - المدخل الخامس : تجديد العلاقة مع القارئ. - المدخل السادس: الرواية واستعارة السخرية. - المدخل السابع: الرواية وتنويع طرائق التعبير. - المدخل الثامن: الرواية واستبطانات الميطانقد. -المدخل التاسع: الرواية كفضاء لتعدد الأجناس (السرد والمسرح والشعر). - المدخل العاشر:الرواية كفضاء لتجاور التخييلي والواقعي. وفي مداخلة عبد الرحمن غانمي تحت عنوان «إثم الكتابة»، اعتبر أن شعيب حليفي: »ابتلي بتوق الكتابة وشغبها اللامتناهي، حيث استطاع أن ينحت له مجرى فائرا تتعدد ينابيعه وشظاياه، ولذلك لم يتعب في التنقيب الدائم عن مادتها الخام التخييلية، وذخيرته التي تتفجر شخوصها وفضاءاتها ووقائعها غير المهادنة الملتاعة، بجراحات التاريخ والذاكرة«. وأضاف د/ غانمي أن ما ينجزه حليفي هو: »كتابة سردية عاشقة لذاتها، ومؤسسه لدهشاتها تتفجر أبعادا ودلالات، وقضايا تتلون وتتشكل وفق رؤية قلقة للعالم ومآسيه ومآلاته الفادحة، حيث تنتشر الذات عبر الذوات تخلقها، وهو ما يعيد مساءلته في كل نص روائي جديد له«. قبل أن يستخلص د/ عبد الرحمن غانمي أن العالم التخييلي لشعيب حليفي »هو احتجاج وغضب بصيغ متعددة، حيث التخييل الطافح، والسخرية الممزوجة بالمرارة والمر، وشعرية الألم الذي تتجرعه شخصياته الروائية، كي تحيى بالفرح والحزن إلى أجل غير مسمى«. المداخلة الأخيرة لعبد الحق لبيض الذي قدم شهادة عن الكاتب وعوالمه الروائية من خلال معرفته به منذ إصداره لرواية مساء الشوق وما تلاها ..وهي المداخلة التي ستلتقي مع تدخلات عدد من الحضور الذين أكدوا على قراءة تجربة شعيب حليفي في ضوء انشغالاته الأخرى من جهة ، وأيضا المجتمع الذي أنتجه ككاتب . في نهاية هذا اللقاء ارتجل شعيب شهادة تحدث من خلالها عن تجربته مع الكتابة متحدثا عن دور المكان في نحت متخيله وكل المحيطين به ، ثم انتقاله إلى الدارالبيضاء التي كان لنثرية وعنف واقعها سحر الانخراط في السرد، بعدما كان يحمل ملامح شاعر مدينة صغيرة أو قبيلة لا تعترف إلا بنفسها ..ولكنه - كما يقول - وجد نفسه يستغل هذا السرد المفتوح على كل العالم ليحوله إلى خدمة أفكار صغيرة كان وما زال يحملها إلى جانب أبناء القبيلة.