تسلم الإتحاد العام التونسي للشغل، في افتتاح الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة مساء أمس الإثنين بالناظور ، النسخة الأولى للجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم". وأعرب الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي ، في كلمة بالمناسبة، عن اعتزازه بهذا التتويج ، الذي جاء بعد بضعة أشهر من حصول الإتحاد ضمن الرباعي الراعي للحوار على جائزة نوبل للسلام، "تقديرا للمساعي الحثيثة التي بذلها من أجل إرساء الحوار بين الأحزاب السياسية في تونس في ظرف عصيب للغاية كان فيه الإنتقال الديمقراطي مهددا بالفشل". وبعد إشادته بالمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، سجل المسؤول النقابي التونسي أنه "بدون ذاكرة وطنية بمختلف مكوناتها ، فإن الشعوب ستذوب في ظل غزوات العولمة وستفقد خصوصياتها وهوياتها المتعددة ، والتي تعتبر تراثا مشتركا للإنسانية". وكان مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم قد أعلن ، في مارس الماضي، عن إحداث الجائزة الدولية ، ومنحها لشخص أو مؤسسة (جمعيات، مجموعة أبحاث، مؤسسات…) عملت على ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والسلم والتسامح في المجالات السياسية، والفنية، والثقافية، والدينية، والأكاديمية، والرياضية، والقانونية . وبحسب المركز فإن إحداث الجائزة جاء اقتناعا منه "بأهمية الاشتغال على الذاكرة لتعزيز قيم الديمقراطية والسلم وثقافتهما ، وتأكيدا منه على معالجة قضايا الذاكرة الجماعية والمشتركة لترسيخ القيم الإنسانية الإيجابية في أبعادها الكونية، ودفاعا منه على أهمية التعايش بين الشعوب والثقافات والأفراد، وتجاوز الاختلافات الدينية واللغوية والهوياتية المرتبطة في جزء منها بقضايا الذاكرة الجماعية والمشتركة العالقة، وتسوية الاختلافات بواسطة الحوار والتواصل والتفاعل". وأضاف المصدر ذاته أن إحداث الجائزة جاء أيضا "تقديرا من المركز للدور الإيجابي الذي يلعبه المدافعون عن حقوق الإنسان، والعاملون على نشر ثقافتها (أفراد، وجمعيات، ومؤسسات) للتجاوز الإيجابي لجراحات الذاكرة الجماعية والمشتركة، واعترافا منه بالأدوار الإيجابية التي تساهم بها شخصيات اعتبارية، ومؤسسات رسمية ومدنية في ترسيخ قيم العيش المشترك بين الأفراد والدول والثقافات". واعتبر المركز الجائزة " قيمة مضافة ومكسبا مهما ، لأنها تعزز ثقافة التعايش بين الشعوب والثقافات والأفراد، في سياق يتسم بالإرهاب والحروب والعنف، وعدم احترام حقوق الإنسان في بعدها الكوني، ورفض الآخر المختلف، وهي إقرار بدور المغرب في مجال ترسيخ القيم الإيجابية باعتباره أرض السلام والوئام والحوار والتعايش في إطار المشترك الإنساني، والمساواة التامة بين بني البشر". حضر الحفل الإفتتاحي للمهرجان على الخصوص السادة عبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الإجتماعية ، رئيس المهرجان ، ومحمد مهيدية والي جهة الشرق، ومصطفى العطار عامل إقليمالناظور ، وماريا تيريزا دي لا فيغا نائبة رئيس الحكومة الإسبانية سابقا . وستتواصل فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان ، الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم تحت شعار "المتوسط، ذاكرة العالم"، إلى غاية السابع من الشهر الجاري.