المهدي بناني بطل مغربي لا يصنف في الرياضات ذات الشعبية الأكبر في البلاد، إلا أنه ومع هذا، تمكن من إدخال فرحة عارمة على عموم الشعب المغربي قبل ايام قليلة، وهو يتوج بجائزة بودابست في سباق السيارات السياحية. حتى من لا يعرفون المهدي ولا يكترثون لسباقات السرعة أو الرياضات الميكانيكية وجدوا أنفسهم، أمام قوة الحشد الشعبي وراء هذا الانجاز الذي ساهمت فيه وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية، منساقين وراء ترديد اسمه، أو الانتباه ، أخيرا ، إلا أنه لدينا اسم مغربي ممكن أن يتصدر عناوين الصحافة العالمية وعدسات الكاميرا للقنوات التلفزية الرياضية المختصة، براية المغرب كخلفية للمشهد . استطاع المتسابق المغربي مهدي بناني الفوز بلقب بطولة العالم لسباق السيارات التي احتضنتها هنغاريا قبل ايام بعد احتلاله المركز الأول في السباق، الذي شهد مشاركة 20 من أفضل المتسابقين على المستوى العالمي. البطل المغربي استطاع التفوق على البطل العالمي الانجليزي شيلتون، الذي حل ثانيا، والهولندي كاتسبورغ، الذي اكتفى بالمركز الثالث، كما فاز النجم المغربي بالسباق الخاص بفئة المستقلين. وبعد هذا الفوز صار الترتيب الجديد للمهدي بناني، في المركز الثالث عالميا بما مجموعه 73 نقطة، بفارق بسيط عن صاحبي المركزين الأول ( 81 نقطة) والثاني ( 79 نقطة)، بيما حافظ على صدارته في الترتيب العالمي للفئة الخاصة بالمستقلين. هذا التتويج لم يكن بدون سابقة للمهدي بناني البطل المغربي. فقد تمكن خلال سنة 2014 من من الفوز بالسباق الثاني من الشطر الثاني من الجائزة الكبرى للصين في سباق السيارات السياحية الذي جرت اطواره بمدينة شانغهاي . وتمكن المتسابق المغربي مهدي بناني من فريق (سيباستيان لوب راسينغ) من خطف الأضواء في الجائزة الكبرى لهنغاريا برسم بطولة العالم لسباق السيارات السياحية التي جرت يومي السبت والأحد تحت الأمطار الغزيرة وذلك باحتلاله المركز الأول في السباق الأول، و الذي شهد مشاركة 20 أفضل متسابق على المستوى العالمي. وبسط بناني، السائق العربي والإفريقي الوحيد المشارك في بطولة العالم لهذا النوع الرياضي، الرتبة الأولى، سيطرته المطلقة على السباق من بابه إلى محرابه، وتفوق على البطل العالمي الانجليزي طوم شيلتون، الذي حل ثانيا، والهولندي نبكي كاتسبورغ، الذي اكتفى بالمركز الثالث، كما تألق النجم المغربي في السباق الخاص بفئة المستقلين. وارتقى بناني، بعد محطتي سلوفاكياوهنغاريا إلى المركز الثالث عالميا بمجموع 77 نقطة، خلف الأرجنتيني خوسي ماريا لوبيز (هوندا) الفائز بالسباق الثاني للجائزة الكبرى لهنغاريا (106 نقاط)، والبرتغالي تياغو مونتييرو (هوندا) بمجموع 94 نقطة . كما حافظ البطل المغربي بناني على صدارته في الترتيب العالمي للفئة الخاصة بالمستقلين. وستقام الجولة القادمة من بطولة العالم للسيارات السياحية بمراكش يومي 7و 8 ماي القادم والتي يعول عليها البطل المغربي بناني لمواصلة التألق أمام الجماهير المغربية . سنة 1983وسط عائلة تعشق المحركات والسباقات، فوالده هو عبد الإله بناني و البطل السابق في سباق الدراجات النارية، مزداد بناني بطلة المغرب في سباقات السيارات، و كان يرافقهما منذ صغره إلى المضامير متنقلا كل نهاية أسبوع بين فاس والدار البيضاءأو خريبكة. درس في "ليسي ديكارت"، إلى أن نال شهادة الباكالوريا، وفي سنة 2001 سافر إلى "لومون" الفرنسية للدراسة في المعهد العالي للرياضات، بشعبة الرياضات الميكانيكية وهو معهد تابع للاتحاد الفرنسي لسباق السيارات. دراسته امتدت إلى سنة 2004 إذ اختار الانقطاع عنها وتكريس كل جهده وتفكيره لسباقات السيارات . عن سن لا تتجاوز 18سنة دخل المتسابق المغربي مهدي بناني عالم الإحتراف بنادي «لومونتا» الفرنسي، ليكون أول سباق مغربي وعربي وإفريقي يحترف سباق السيارات بالخارج صنف 3، مرتبة يؤكد المهدي بناني أن الفضل فيها يعود إلى الوالدين البطلين سميرة بناني، وعبد الإله بناني اللذين أطراه منذ الصغر. كانت البداية بركوبه سباق الدراجات، إلى أن بلغ مراحل التألق في سباق السيارات حيث فاز بالعديد من السباقات والملتقيات بكل من ومكناس والبيضاء، والتي كانت البوابة التي فتحت أمامه من أجل ولوج عالم الاحتراف. في سنة 2000 سيربط المهدي أحزمته جيدا، ويقود سيارته بسرعة البرق ويتوج كوصيف لبطل فرنسا لتبدأ حمى التتويجات والصعود إلى المنصات. مسافات عديدة قطعت والعديد من الحلبات عزفت على يد نجم «الفورمولا وان» القادم مهدي بناني، فهو بطل لا يجيد سوى السرعة. يقول المهدي بناني عن تجربته ‘‘ أنا بطل مهووس حد الجنون بسباقات السرعة، وحلمي أن أرتقي إلى مستوى سباق السيارات صنف1 ورفع العلم المغربي في مختلف المحافل الدولية. أسير على خطا البرازيلي إيلطون سينا، وقريبا سأجعل الكل يتحدث عني ‘‘. و رغم الخصاص الذي يعرفه المغرب في حجم المدارات الخاصة بسباق السيارات، حيث يضطر المهدي بناني إلى الانتقال إلى أوربا لإجراء التداريب وما يتطلب ذلك من إمكانيات مالية فإن هذا السائق البارع يأبى إلا أن يحمل راية الإصرار ليتمكن في ظرف وجيز، ورغم حداثة سنه، من فرض اسمه إلى جانب أسماء كبيرة ووازنة تنتمي لجنسيات ذات صيت عال في سباق السيارات. المهدي بناني هو أيضا قصة نجاح عائلة مغربية، تحملت الكثير لتحقق حلم ابنها في التتويج ورفع الرياضة الوطنية في رياضته المفضلة. وعلى الرغم من أن المهدي تلقى دعما من السلطات المغربية مكنته من مواصلة دراسته بفرنسا، والمشاركة في بعض الملتقيات، لكنه لم يكن كافيا ليضمن له مشوارا سليما، الأمر الذي جعل أسرته تتحمل عبء تذاكر التنقل عبر القارات من مالها الخاص، وهذا ما كان يؤثر سلبا على مساره. فكانت بعض الفرق تمنحه فرصة المشاركة في بعض الملتقيات، كما اقترحت عليه بعض الدول تجنيسه مثلما حدث مع البحرين، لكنه كان يرفض .