«السبيب» الخيط البلاستيكي، لم يعد وسيلة لجلب السمكة الطامعة في طعم الصنارة، بعدما أصبح أداة في يد رباعي بأكادير يستعمله لجدب زجاج السيارات وإزالته قصد التفرغ لسرقة ما بداخلها، حيلة جعلت الصيادين في الماء العاكر يحولونها إلى غنيمة بمدن أكادير وإنزكان والدشيرة وآيت ملول، أزيد من خمسين سرقة ارتكبت من داخل السيارات دون إحداث أي ضجيج، كانت تستهدف السيارت بالليل التي يترك بداخلها أشياء ذات قيمة مادية، يتم إدخال «السبيب» ولفه حوالي الغلاف البلاستيكي العازل بين الزجاج والتجويف المعدني للباب فيجدونه ويسحبون زجاج الباب بهدوء. الخطة الثانية تتم بكسر زجاج السيارات باستعمال فتات السيراميك العازل المستعمل بشمعة المعرك «البوجي» يتم تفتيته ودقه وما أن تلقى شظاياه على زجاج السيارات حتى يتفتت بدون إحداث أي ضجيج، فيقومون بإزالته بهدوء على شكل أطراف مفصولة عن بعضها. تحول سيراميك «البوجي» من عازل للتيار إلى موصل يقود اللصوص إلى اقتحام السيارة. ولاحظت مصالح الأمن بهذه المدن عند تحليلها للطرق المستعملة لارتكاب هذه الأفعال أن هذه الجرائم تستهدف السيارات المخصصة لنقل البضائع، وفي الغالب ما تكون مليئة بالسلع ومركونة في أماكن غير محروسة بشكل جيد، فكثفت من تحرياتها بعد ورود عدة شكايات استهدفت السيارات إلى جانب الدراجات النارية. وفي يوم الأحد الأخير تقدم واحد من الجناة إلى سوق المتلاشيات قصد بيع أربع عجلات خاصة بسيارة وتبين أنها مازلت بحالة جيدة، وقد يكون البائع تحصل عليها عن طريق السرقة، وبعد إشعار الأمن من قبل أحد المخبرين انتقلوا للتحقيق في القضية ليتبين بالفعل أنها ناتجة عن السرقة التي صرح بها الضحية في حينه، بعدما قاموا بسرقة محتويات بضاعته، ولم يترددوا في تفكيك أجزاء مهمة من سيارته التي يستعملها في تدبر معاشه، بما فيها بطاريتها وزجاجاتها العاكسة للرؤية ومصابيحها وعجلاتها…. البحث مع الموقوف أفضى إلى اعتقال باقي العناصر الأربعة المتحدرين من إقليم إنزكان، جرى توقيفهم تباعا فيما البحث مازال قائما من أجل توقيف عنصر خامس متهم بشراء مسروقات العصابة، فعند تفتيش منازل الموقوفين تم حجز مجموعة من البضائع والسلع والتجهيزات مما لم تتمكن العصابة بعد من بيعه، إلى جانب دراجة ثلاثية العجلات مخصصة لنقل المسروقات والدراجات النارية التي يتم السطو عليها، من بينها دراجة عثر عليها بحوزة واحد منهم، بدون أوراق إدريس النجار