يوم الأحد الماضي، كان شاهدا على مأساة شيخ مغربي، وافته المنية جراء سكتة قلبية بأحدى مستشفيات العاصمة الليبية طرابلس. وفيما لاتزال جثة الهالك والذي كان يبلغ من العمر قيد حياته 76 سنة، ممدة بالديار الليبية، فإن هناك اتهامات موجهة للمصالح القنصلية المغربية بطرابلس بعدم تسريع وتيرة الإجراءات الإدارية لنقل الجثمان إلى المغرب، رغم توصل أبنائه وذويه بنبإ الوفاة. مأساة المحجوب عيوش وهو اسم الهالك كما سجلت وثيقة صادرة عن السلطات الليبية، لم تقف عند هذا الحد. فقبل ذلك بقليل كان الرجل يريد قيد حياته الالتحاق بالمغرب، عبر المعبر الحدودي «رأس اجدير» بين ليبيا وتونس، بعد أن تدبر له بعض معارفه من المغاربة المقيمين بليبيا تذكرة العودة للوطن عبر رحلة جوية، لكن بسبب انتهاء صلاحية جواز سفره، تعذرت عليه العودة، حيث بقي لساعات طويلة بمطار العاصمة تونس، قبل أن تقوم السلطات التونسية بنقله بالقوة إلى طائرة متوجهة للعاصمة الليبية. أمام هذا الوضع، لم يجد المحجوب المنهك صحيا ونفسيا، جراء ما وقع له، بدا من العودة إلى طلب المساعدة من أحد المغاربة، سبق أن ساعده من قبل، لكن ما ان وصل إلى باب إقامة المغربي، حتى أصيب بأزمة قلبية، سقط على إثرها أرضا، ليتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى الخضراء بطرابلس، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في أرض غريبة، بعيدا عن الأبناء والأحباب. وكان الهالك قد قضى سنوات طويلة بالديار الليبية، بدون أوراق إقامة، لكن مع التقدم في السن و حالة اللاستقرار التي يعيشها هذا البلد، تدهورت وضعية المحجوب، ليضطر إلى التسول، وهو الأمر الذي عرضه للسجن لثلاثة أشهر بتهمة الهجرة غير الشرعية، قبل الإفراج عنه بعد تدخل مغاربة ينشطون في العمل الجمعوي المهتم بقضايا مغاربة ليبيا.