شكل موضوع "الملوك العلويون والروابط الشرعية والتاريخية للبيعة من خلال الشهادات بالظهائر الملكية الشريفة التي تسلمها الصحراويون منذ العهود القديمة" محو الندوة العلمية التي نظمتها رابطة التضامن الصحراوي للدفاع عن الوحدة الترابية مساء الاحد الماضي بدار الثقافة ام السعد بالعيون. وأبرز رئيس الرابطة لحسن كزيزا أن هذه الندوة التي تندرج في إطار سلسلة الندوات التي تنظمها الرابطة بالأقاليم الجنوبية، تروم إظهار مد ى أهمية الوثائق التاريخية وخاصة الظهائر الملكية في إثبات شرعية سيادة المملكة المغربية على منطقة الصحراء باعتبارها تراثا ماديا وعلوما غنية من حيث الارتباط الوثيق القائم بين السلاطين العلويين ورعاياهم من زعماء وأعيان القبائل الصحراوية من جهة ومن منطلق المراسلات و الظهائر السلطانية من جهة أخرى. وأضاف في كلمة له أن كل الوثائق التاريخية والدلائل تثبت ارتباط هذه الاقاليم الجنوبية بالمملكة المغربية منذ العهود القديمة، مشيرا إلى أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب ، تعتبر مقترحا جريئا وشجاعا لوضع حد لهذا النزاع المفتعل. وتميز هذا اللقاء بالعرض الذي قدمه المحاضر حيمداها لارباس ، الباحث في التراث الأثري حول "الارتباط التاريخي للساكنة المحلية الصحراوية بالملوك العلويين انطلاقا من الظهائر الملكية الشريفة " نتناول فيه بعض النماذج من الرسائل و الظهائر الملكية المعينة لفائدة القواد والقضاة والشرفاء الصحراويين من طرف السلطة المركزية للدولة العلوية. وركز الاستاذ المحاضر على أهمية الوثائق والمراسلات والظهائر التاريخية السلطانية في إثبات الشرعية على منطقة الصحراء التي تقلدها عدد كبير من الزعماء و الأعيان الصحراويين منذ القرن الثامن عشر الميلادي وإلى اليوم من طرف السلاطين العلويين الشرفاء. وأبرز الاستاذ لارباس بالمناسبة ان هذه الوثائق التاريخية المخزنية تعد نماذج حية من الظهائر السلطانية التي تقلدها بعض زعماء وأعيان الصحراء وتحمل بين طياتها رسائل التوقير والاحترام والدعم المعنوي والمادي، والمكانة والاهتمام الكبيرين الذي حظي به هؤلاء بمنطقة واد نون، الساقية الحمراء، وواد الذهب . واضاف ان هذه الوثائق تؤكد بالملموس الارتباط الوثيق لأبناء الصحراء بالعرش العلوي، وكانوا يمثلون نموذجا أساسيا بالنسبة للدولة العلوية والقبائل التي ينتمون إليها حيث ظلوا متمسكين بخدمة الوطن ووحدة الدولة تحت القيادة الشريفة للأسرة العلوية الشريفة عبر العصور، وحماية سواحل المنطقة استراتيجيا ضد التوغل الأجنبي الأوروبي والجهاد ضد النصارى. ودعا الى تثمين ورد الإعتبار لهذه الوثائق التاريخية البالغة الأهمية باعتبارها موروثا ثقافيا وسياسيا خصبا يعبر بما لا يدع للشك العمق التاريخي لوحدة الدولة والارتباط الوثيق بين أهل الصحراء والعرش العلوي المجيد وحججا دامغة وحقائق ثابتة لمدى ارتباط و تشبت هذا الجزء الترابي بالوطن الأم بعيدا عن منطق المغالطات التاريخية والمزايدات السياسية، مشيرا إلى أن هذه الوثائق لعبت دورا أساسيا في ابراز روابط البيعة والولاء بين سكان الصحراء و السلاطين العلويين الشرفاء، والروابط التاريخية بين الساكنة وسلطة المخزن وأن العلاقة الروحية والرمزية كانت متواصلة ولم تنقطع قط.