باتت مبادرة توزيع مليون محفظة على التلاميذ المعوزين مهددة بالشلل بسبب شبح الإفلاس الذي يتربص بعموم أرباب المكتبات المنخرطين في العملية، حسب مصادر مطلعة كشفت ل"الأحداث المغربية"أن تباطؤ وزارة التربية الوطنية في تسديد مستحقات الكتبيين المالية المتعلقة بالمبادرة الملكية المذكورة، جعلهم عاجزين عن الإيفاء بما ذمتهم للناشرين والموزعين وأصحاب المطابع الذين هددوا من جهتهم بالتوقف عنتزويد المنخرطين في المبادرة بالسلع خلال الموسم الدراسي القادم. وتعقيبا على ذلك، حمّلت "التنسيقية الوطنية لكتبيي جهات المغرب" للوزير رشيد بلمختار، بصفته رئيسا ل"الجمعية المغربية للتمدرس"، كامل المسؤولية عن أي تعثر قد تشهده المبادرة خلال الموسم الدراسي المقبل، موجهة اتهاما مباشرا للوزارة الوصية بالإخلال بالتزاماتها المنصوص عليها ضمن المذكرة الوزارية 95 الصادرة في سنة 2009، والتي تنص على أداء 70 % من مستحقات الكتبيين عند نهاية شهر أكتوبر و30 % خلال شهر نونبر من نفس السنة الدراسية، وهو ما لم يتم احترامه، يضيف ذات المصدر، مؤكدا أن حوالي 4000 كتبيا على المستوى الوطني لم يتلقوا ولو سنتيما واحدا عن السنة الدراسية الجارية 2015/2016، بل إن منهم من لم يتوصل بال 40 % التي بذمة الوزارة كمتأخرات من مستحقاتهم عن السنة 2014/2015، يؤكد ذات المصدر. أما على الصعيد الاجتماعي، فأكدت مصادر من تنسيقية المهنيين أن الكتبيين المنخرطين في المبادرة أصبحوا، في ظل هذه الأزمة المالية، مطاردين من طرف الناشرين والموزعين وأصحاب المطابع، وغارقين في أزمات مالية و عائلية، بل منهم من باتوا مهددين بالسجن في أية لحظة، لكونهم دفعوا شيكات لمزوديهم بالكتب والأدوات المدرسية التي شاركوا بها في المبادرة فيما بعضهم الآخر اضطر إلى اللجوء للاقتراض وبيع ممتلكاتهم الشخصية من أجل تسديد الديون المتابعين بها. أمام هذا الوضع الخانق، علمت "الأحداث المغربية" من مصادر مطلعة، أن الكتبيين و بعدما جربوا أسلوب الحوار و الوقفات الاحتجاجية أمام النيابات والأكاديميات، بلغ منهم اليأس مبلغا عظيما أجبرهم على اتخاذ قرار بالزحف الجماعي صوب العاصمة الرباط للاحتجاج أمام مقر وزارة التربية الوطنية، دون استبعاد التصعيد باللجوء إلى القضاء أو خوض اعتصام مفتوح، رفقة أفراد أسرهم، وبعدها مسيرة وطنية، لإجبار الوزارة على صرف أرزاقهم المعلقة، والتعبير عن تنديدهم بطريقة تدبير ملف المبادرة التي كان من المفروض أن تحظى بعناية خاصة بالنظر لطابعها الاجتماعي و دورها الحساس في محاربة الهدر المدرسي… محمد فكراوي