جرى، اليوم الجمعة بوجدة، تنصيب مصطفى عدلي واليا جديدا للأمن بوجدة خلفا لعبد الباسط محتات. وقال والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد محمد مهيدية، خلال حفل التنصيب، إن تعيين والي الأمن الجديد يأتي في إطار تفعيل الاستراتيجية الجديدة التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني من أجل تحديث الجهاز الأمني على أساس الكفاءة والمسؤولية وضبط المعلومة مع سرعة التدخل. وأوضح أن هذه الاستراتيجية تنبني على مقاربتين متكاملتين، ترتكز الأولى على وضع آلية استباقية ضد الجرائم التي تهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم، وكذا مؤسسات الدولة، وتهدف الثانية إلى تأهيل الرأسمال البشري وتعزيزه بالوسائل اللوجستيكية والتكنولوجية وإعادة انتشار العناصر الأمنية لجعلها تتكيف بشكل استباقي بغية التصدي للمخالفات والأشكال الجديدة للجريمة، من قبيل الجرائم الإلكترونية وشغب الملاعب. وأكد مهيدية أن الغاية من هذه الاستراتيجية تتمثل في تحقيق الأمن النفسي والجسدي للأفراد والمجتمع، وذلك في ظل سيادة الحق والقانون وترسيخ المفهوم الجديد للحكامة الأمنية. وذكر الوالي، في هذا الصدد، بأن المغرب انخرط في كافة الجهود الدولية الرامية إلى توطيد الأمن والاستقرار عبر العالم، لافتا إلى أن المقاربة الأمنية المغربية، خلال العقد الأخير، تعد نموذجا متفردا في مواجهة الإرهاب والتطرف. وقال إنه لا غرابة أن يصبح هذا النموذج محط اهتمام دولي، ومن طرف مؤسسات إقليمية ودولية، بالنظر إلى فعاليته ورؤيته الاستباقية في التعاطي مع التهديدات الإرهابية. إلى ذلك، أكد مهيدية أن والي الأمن الجديد ومسؤولي الأجهزة الأمنية الأخرى مدعوون، أكثر من ما مضى، إلى بذل المزيد من الجهود لجعل أمن وسلامة الوطن والمواطنين في صلب اهتماماتهم، تكريسا لمبدأ شرطة القرب واعتمادا لمقاربة أمنية تشاركية تروم التعبئة الفعالة على المستوى الميداني قصد الاستجابة للحاجيات الأمنية الملحة للساكنة ودعم الشعور والإحساس بالأمن لديها، وكذا تقوية روابط الثقة المتبادلة بين الشرطة والمواطن. من جانبه، أشار المفتش العام بالمديرية العامة للأمن الوطني عبد الله بنمنصور إلى أن هذه الحركة الانتقالية تندرج في إطار تفعيل التوجهات الجديدة للمدير العام للأمن الوطني، التي ترمي إلى خلق ديناميكية جديدة للمصالح الممركزة للمؤسسة الأمنية عبر التراب الوطني. وأوضح أن ذلك يتم عن طريق الاهتمام بالموارد البشرية وتفعيل آليات التدبير القائمة على أساس الحكامة الجيدة، بكل تجلياتها، والمبنية على تطوير الكفاءات ووضع استراتيجيات استشرافية تحقيقا للأهداف المتوخاة من العملية الأمنية، المتمثلة في الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع في ظل التحولات الجديدة التي يعرفها. وفي هذا الإطار، يضيف بن منصور، تم وضع منهجية متكاملة لكي تتمكن المصالح الأمنية من أداء المهام المنوطة بها على الوجه الأكمل كمرفق عمومي في خدمة المواطن. وأكد، في هذا الصدد، أنه يتم التركيز منذ مرحلة التكوين التي يخضع لها موظفو الشرطة، بمختلف رتبهم، على مبدأ احترام حقوق الإنسان وصيانة كرامته في إطار التطبيق السليم للقانون، وذلك علاوة على إيلاء التكوين المستمر أهمية بالغة حتى يتم تعزيز المؤهلات المهنية للعناصر الأمنية. وأضاف بنمنصور أن المديرية العامة للأمن الوطني انتهجت استراتيجية تواصلية شاملة مبنية على الانفتاح على المجتمع المدني وباقي الشركاء، مشيرا إلى أنه تم إحداث وحدات شرطة النجدة التي سيتم تعميمها على باقي ولايات الأمن كجزء من استراتيجية العمل الميداني، وذلك في إطار مخطط عمل يهدف إلى محاربة الجرائم التي تؤثر مباشرة على الشعور بالأمن. من جهته، أكد مدير مديرية الشرطة القضائية محمد الدخيسي أن والي الأمن الجديد مدعو لأن يجعل المرفق العام للأمن رهن إشارة جميع المواطنين، وأن يتواصل مع مختلف فعاليات المجتمع المدني في إطار تطبيق حكامة أمنية جيدة، وذلك بالاستناد على مبادئ المصداقية والجرأة في تطبيق القانون. كما ألح الدخيسي على ضرورة تطبيق استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني، في احترام تام للقانون، لا سيما في ما يتعلق بمحاربة الجريمة بكافة أصنافها.