التلفزيون المغربي يمارس الإقصاء والتمييز اتجاه المحجبات. هذا ما نقلته طالبة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في تظلم منها أول أمس الأربعاء حينما جاء ل”وقف” إضراب خاضه طلبة المعهد . إضراب الطلبة، الذي لم يدم سوى بضع ساعات، استغلته طالبة محجبة لترفع للوزير “تظلما” شخصيا، قالت إنه من صميم تجربتها الخاصة. إذ أوضحت أنها عانت تبرم المؤسسات الإعلامية العمومية، المرئية خاصة، من منحها فرصة التدريب داخلها لأنها محجبة. وأضافت الطالبة نفسها أن التلفزيون المغربي يمارس الإقصاء على المحجبات ولا يوظفهن. أمام هذه الشكوى، صرح مصطفى الخلفي بأنه «ضد جميع أشكال التمييز المبني على المظهر سواء تعلق بمحجبات أو غير محجبات»، وزاد الوزير، وفق مانقلته للجريدة مصادر كانت شاهدة على لقاء الوزير بالطلبة :«إنه مستعد من موقعه، وانطلاقا من اعتبارات أخلاقية وإنسانية وسياسية إلى اتخاذ ما يلزم من التدابير في حال تأكد بالدليل هذا الإقصاء». وقد اعتبر الوزير تواتر وتكرار حالات رفض تدريب أو تشغيل المحجبات دليلا على الإقصاء، كما أوضح للطالبة، التي قالت بصعوبة إثبات الأمر. وقد اتسم كلام الوزير بنبرة حسم وعزم حيث قال: «سأتدخل، وسأكون حاسما ، وأعرف ما أقول». وأكد وزير الاتصال للجريدة الواقعة حيث قال :«بخصوص قضية التمييز في العمل أو في التدريب فقد أثارت طالبة أثناء عرض مشاكل الطلبة موضوع طالبات محجبات والتمييز ضدهم، وأعتبر أن الفصل 19 من الدستور صريح في مناهضة كافة أشكال التمييز بغض النظر عن أساسه وخاصة ما يهم المظهر أو اللباس سواء كن محجبات أو غير محجبات، وهذا توجه أكدت التزامي به وحرصي عليه في مؤسسات الإعلام العمومي، لكن عليه أن يكون مبنيا على وقائع ملموسة ومضبوطة وقرائن واضحة ووفق المساطر المعمول بها». في السياق، ذاته، اعتبر مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، إسيعلي أعراب، تدخل الوزير الوصي على قطاع الإعلام في واقعة إضراب طلبة المعهد «نابعا من حسن النية، وخاليا من أي حساسيات». واستطرد موضحا :« بتلقائية استجاب الوزير لاتصال بعض الطلبة به، الذين استعجلوا الاتصال به. لكن حضوره زكى بقوة منهجية إدارة المعهد الإصلاحية». وزاد المدير موضحا: «حضوره كان فرصة للتأكيد للطلبة استعداد الدولة من خلال الوزارة الوصية دعم خطة التنمية للمؤسسة، التي ستكون أول مستفيد من استراتيجية الدولة الإعلامية. وحضوره يعكس اقتناع الوزير وبالتالي الدولة بالمعهد كمؤسسة مرجعية في تكوين مهنيي الإعلام. والحال هذه أعتبر أن الإدارة أدت نصف واجبها في تكريس دور المعهد في مجال الإعلام والدفع به إلى لعب أدوار جديدة ورفع تحديات أخرى». ومن جهته، أوضح الوزير دوافع تدخله إذ قال:«التدخل جاء على إثر طلب من أحد ممثلي الطلبة وبعد تشاور مع السيد مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال وذلك بحصول اتصالات أولية لتطويق المشكل، لكن دون أن تفلح في إنهائه، مما فرض ضرورة التدخل لدعم إطلاق مسلسل حوار بين إدارة المعهد والإعلان عن دعم الوزارة لما سيتم الاتفاق عليه بين الإدارة وممثلي الطلبة لما فيه مصلحة المؤسسة وضمان سيرها العادي، وهو ما يعبر عن تجندي لتوفير ما هو متاح من إمكانات لتنزيل ما سيتمخض عنه الحوار والذي كان من المقرر أن يتم الأربعاء ثم أرجئ. وأؤكد بالمناسبة أن نجاح المؤسسة هو في نشوء شراكة قوية بين الإدارة التي تتوفر على مشروع طموح للنهوض بالمعهد وإرادة قوية لتطوير التعاون مع كافة الشركاء وبين الطلبة الذين عبروا عن غيرة ومطالب مشروعة للارتقاء بالتكوين». أمس الخميس، جمع لقاء حواري بين ممثلي الطلبة وإدارة المعهد ممثلة بالمدير إيسيعلي أعراب، والكاتب العام للمؤسسة، بوشتى بنخضري، ونائب المدير المكلف بالتكوين، توفيق اجديدي. وقد تبين أن الملف المطلبي لطلبة المعهد هو ذو طبيعة بيداغوجية صرفة، حيث يطالب الطلبة بإصلاح بيداغوجي ودليل دراسي واضح يهم المسالك، كما انصبت مجمل شكاياتهم حول طريقة تقييم بعض أساتذة المعهد، والتي وصفوها بالانتقامية. لم يمر حضور مصطفى الخلفي للمعهد عقب الإضراب دون أن يثير الجدل، إذ عبرت اللجنة التحضيرية للجمعية المغربية للطلبة الصحفيين، في بلاغ لها أمس الخميس، عبرت عن الاستهجان والاستغراب من هذا التدخل، الذي قالت إنه جاء بناء “على وشاية هاتفية”، علما أن بعض الطلبة المحسوبين على شبيبة العدالة والتنمية من اتصلوا بالوزير. ووصفت الإضراب ب«الخطوة المرتجلة والمفاجئة»، وقالت إنه يكتنف «الإخلال التام بأعراف العمل النقابي من إعداد أدبي، وبالآليات المنهجية للحوار الاجتماعي مثل الحوار والترافع والإنذار قبل التصعيد». وزادت اللجنة موضحة «الرفض لأي وصاية على العمل الطلابي وضرب استقلاليته من طرف أي جهة مهما كانت».