حواسيب وسكانيرات و«أوقيات» من العملة الموريتانية و«أوروات» وعملة مغربية وجوازارت سفر مزورة تصطادها عيون أمن وجمارك مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، مكنت الأمن المغربي من إجهاض وفي المهد عملية تزورير للعملة الوطنية علي نطاق واسع. »كومي ماماتو» المالي الجنسية و«يايا فافانا» الإيفواري، مواطنان إفريقيان فرقت بينهما الأوطان، لكن جمعت بينهما الأهداف والمرامي، وهي القدوم إلى المغرب والشروع في رحلة ألف ميل للبحث عن الثروة. لكن رحلتهما أوقفت في الميل الأول وقبل الانتقال إلى الثاني. الساعة كانت تزحف نحو الواحدة والنصف من بعد زوال يوم الأحد المنصرم عندما حطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الموريتانية قادمة من العاصمة نواكشوط، في الرحلة رقم 6102، أحد المسافرين على نفس الرحلة، كان المواطن المالي «كومي ماميتا»، هذا الأخير الذي ما إن وطأت قدماه أرضية المطار حتى ظهر عليه ارتباك وقلق، كانا باديين على ملامحه، لم تتمكن كل المحاولات من قبله لإخفائه. قلق الشاب المالي الذي لم يتتجاوز 32 ربيعا، سرعان ماالتقطه أكثر من عنصر أمن كانوا ضمن القائمين على مراقبة المسافرين القادمين على نفس الرحلة. لحظة حلول دور تفتيش أمتعة «ماميتا» أخضعت الأخيرة إلى تفتيش دقيق، نتج عنه اكتشاف عناصر «الديوانة» وأمن المطار حواسيب محمولة وكميات من العملة الموريتانية والمغربية وعملة أوروبية وبيانات جواز سفر غيني في اسم «محمد»، انضافت كلها إلى بطاقة هويته وجواز سفره الماليين المزورين. بالسرعة اللازمة اتخذ القرار بالتحفظ على الشاب وإخضاعه لتحقيق أولي في المطار. أهم ماتوصل إليه أمن المطار في التحقيق مع المواطن المالي، وحسب تصريحاته أنه توجه من موطنه مالي إلى موريتانيا وهناك استقر عند شقيقه، حيث تسلم منه الحواسيب وأجهزة السكانير، فكر بعدها في القدوم إلى المغرب لإنجاز بطائق الزيارات للراغبين في ذلك، وبخصوص جواز السفر الغيني المحجوز ضمن أمتعته، اعترف «ماماتو» أنه تلقاه من مواطن مالي أثناء إقامته بنواكشوط في مغلف، قصد تسليمه إلى مواطنة مالية تقيم بالدارالبيضاء. مصدر من المطار أكد أن اعترافات المواطن المالي لم تنطل على الأمن الذي قرر إحالته على فرقة أمنية مختصة للتحقيق، بعدما تأكد لها أن قدومه إلى المغرب يأتي ضمن مخطط شبكة إفريقية لتزوير العملة الوطنية، خاصة بعدما حجزت من بين أمتعته جهاز لكشف الأوراق المالية. دقائق بعد توقيف المواطن المالي. أوقف نفس أمن المطار مواطنا إفريقيا آخر وهذه المرة يحمل الجنسية الإيفوارية وصل إلى مطار محمد الخامس في رحلة للخطوط الملكية المغربية رقم510 قادمة هي الأخرى من موريتانيا، ولحظة إدلائه بجواز سفره و بطاقة هويته اكتشف أنهما مزوران، مصدر موثوق من أمن المطار أكد للجريدة، أن المواطن الإيفواي «يايا فافانا» أوضح في التحقيق أنه وأثناء وجوده بالعاصمة المالية «باماكو» تعرف هناك على شابة مالية، تدعى «باتريسيا» وبعدما أخبرها أنه بحاجة إلى وثيقة سفر توصله إلى موريتانيا بعد سرقة جواز سفره الإيفواري، حيث ساعدته مقابل 80ألف فرنك إفريقي وسلمته وثائق سفر وهوية مزورين، سافر بعدها مباشرة إلى موريتانيا، وبعدما تعذر عليه الحصول على عمل قرر العبور إلى المملكة. مباشرة بعد توقيف المواطنين المالي والإيفواري وإنجاز مذكرة بحث في حق «باتريسيا»، حيث شرعت السلطات الأمنية المغربية في البحث والتقصي حول القضية والبحث فيما إذا كان هناك شركاء آخرون للموقوفين.