تعتبر السيدة ليلى ماء العينين صاحبة الكلمة العذبة والإلقاء المتميز والخطاب القوي أول صوت إذاعي نسائي صدح بالأقاليم الجنوبية للمملكة منذ التحاقها بإذاعة العيون الجهوية ، وعمرها آنذاك لا يتجاوز 17 عاما. والسيدة ليلى أو كما لقبها الإعلامي الكبير محمد بن ددوش مؤخرا بالعيون، "أميرة الميكروفون" من الأصوات الإذاعية التي ميزت أثير الإذاعة الجهوية بالعيون ، حيث دأب المستمعون زهاء 40 سنة على الاستمتاع بجمالية النغمة وحسن الإلقاء وعذوبة الكلمات وروعة اللغة وقوة الإحساس في الخطاب، مقدمة بذلك أروع صور العمل الإذاعي الملتزم والهادف. وتعد الإعلامية ليلى ماء العينين نموذجا للمرأة المغربية الصحراوية التي شرفت المرأة عموما في تجربتها الإعلامية المتميزة، و في المحافل الدولية كفاعلة جمعوية عملت بصمت وعفة وهدوء لخدمة قضايا المرأة والطفولة والوحدة الترابية، فظلت بذلك قدوة للنساء بالأقاليم الجنوبية. فقد استطاعت، طوال مشوارها المهني الذي امتد لأكثر من أربعة عقود، ولا تزال الى اليوم، أن تحقق إنجازات هامة وتخطو خطوات جبارة في طريق الإعلام المسموع، من خلال برامجها المتنوعة والمتعددة التي تستهدف توعية المستمع، وتقديم ما يفيده بعيدا عن الإسفاف، أو الإثارة الرخيصة، التي ظلت رافضة لها، لا لشيء سوى أنها تؤمن بأن الإعلام ليس تجارة ولن يكون كذلك، بل إنه يحمل رسالة أسمى وأنبل. وتتميز السيدة ليلى ، التي تشغل حاليا رئيسة تحرير ومنتجة بإذاعة العيون الجهوية، بمؤهلات وخصال حميدة عديدة وفريدة كقوة الصوت، وسلامة اللغة، وقوة الشخصية، وهي عوامل لم تكتسبها بمحض الصدفة، بل جاءت نتيجة جهد طويل، ومثابرة كبيرة ساهم في ذلك والدها الذي كان أستاذا للغة العربية، وعمل كل ما في وسعه لتلقين أبنائه أصول وقواعد اللغة. واستطاعت ليلى ماء العينين، بفضل كفاءتها ومهنيتها التي راكمتها طيلة مشوارها ، أن ترسم لنفسها مسارا إعلاميا مشرفا، سيبقى محفوظا لها في تاريخ الإعلام الجهوي الهادف الذي يقوم على القرب، والانفتاح على المحيط، وهو ما امتازت به أغلب البرامج الإذاعية التي أشرفت على إنتاجها أو على تقديمها. وتجلت أول تجربة إنتاجية خاضتها هذه السيدة ، من خلال برنامجها المتنوع "صباح الخير"، الى جانب اعداد وتقديم وانتاج برامج أخرى ناجحة من بينها "البيت السعيد"، و"تاريخ وتاريخ أشخاص"، و"شخصيات إسلامية"، و"قال مالك"، نساء عربيات حوار الاثنين و"مسابقات رمضان"، الذي استمر بثه 10 سنوات ، و"رسائل مفتوحة" الذي استمر لأزيد من 25 سنة، وحازت من خلاله السيدة ليلى سنة 1996 على ثلاث جوائز مهمة تتمثل في "أحسن منتج"، و"أحسن مذيع"، و"أحسن إنتاج على الصعيد الوطني"، ضمن الاستفتاء الذي أجرته الإذاعة المركزية، كما حصل على جائزة محلية . ثم انتقلت بعد ذلك إلى مجال تحرير الأخبار إثر حصولها على منصب رئيس التحرير في الإذاعة، ورغم ثقل المسؤولية المهنية الملقاة على عاتقها، فإن ذلك لم يؤثر على مستوى التزاماتها الأخرى، خصوصا أن الله من عليها بالذرية الصالحة، أربعة أولاد وفتاة واحدة، أشرفت على تربيتهم وتلقينهم كثير ا من الأمور المعرفية، وبدا ذلك واضح ا من خلال مسارهم التعليمي المشرف. وسبق للسيدة ليلى ماء العينين ان خاضت تجربة الإعلام المرئي من خلال أول بث تجربي للتلفزيون الجهوي بالأقاليم الصحراوية سنة 1979، وشاركت في تنشيط وتقديم بعض البرامج بالقناة الأولى للتلفزة الوطنية ، من بينها على الخصوص حلقة ناجحة من برنامج "نغمة واتاي" التي صورت بمدينة العيون. وبخصوص الانشطة الموازية والجمعوية ، فقد شاركت السيدة ليلى في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية حول القضية الوطنية الأولى، بالإضافة الى ندوات تدابير الثقة بالبرتغال 2012 و2014، ومثلت الأقاليم الجنوبية ، داخل وخارج الوطن، في عدة لقاءات حول قضايا المرأة والطفولة والاعلام. كما شغلت ليلى ماء العينين، التي تم ترشيحها كعضو بلجنة التحكيم في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة سنة 2005 ، وتم تكريمها من طرف عدة مؤسسات اعلامية وجمعيات مهتمة بالمرأة وبالإعلام، من بينها على الخصوص ، وكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط، ونادي الصحافة بطانطان، وجمعية جوهرة الصحراء لأوضاع المرأة والطفل بالعيون، رئيسة للجمعية المغربية لمساندة اليونيسيف بالعيون 1990/2003 ، ونائبة رئيسة الاتحاد الوطني النسائي بالعيون سنة 1977 ثم كاتبة عامة إلى غاية 1998، و عضو سابق نشيط بالعديد من الجمعيات.