«لانقبل بتصدير الصين لبطالتها نحو المغرب» بهذا الكلام تحدث محمد علي كبادي، مدير عام شركة صوناسيد خلال تقديمه لحصيلة الإنذار الخاص بالنتائج السنوية للمنتج المغربي الأول للحديد والصلب في البلاد. كبادي اعتبر أن قطاع الحديد والصلب تأثر بشكل كبير خلال الفترة الماضية وذلك بفعل عاملين أساسيين هما اللذان ساهما في الوضعية التي وصلها المجال، الأول يقول كبادي داخلي يرتبط بالإغراق الذي شهدته السوق المغربية، ما قلص هوامش ربح منتجي الصلب والحديد في المغرب، يوزايه مواصلة السوق الوطني للبناء إعادة هيكلته، إذ لم يرتفع استهلاك حديد الخرسانة سوى ب2,7 في المائة. والثاني خارجي مرتبط بتراجع أسعار البيع في السوق الدولية، التي ارتقت بصادرات الحديد و الصلب إلى مستويات قياسية لم يسبق أن شهدتها من قبل بفعل وفرة العرض الأوروبي وكذا الصيني، كذا وتباطؤ آليات الحماية الجبائية في العديد من الدول كتركيا ومصر والولايات المتحدة..ما يقلص من فرص التصدير نحوها ويجعل بالتالي من المغرب وجهة مفضلة للصادرات الأوربية رغم التدابير التي تم اتخاذها. و كان لهذا السياق المتدهور، يضيف المسؤول، انعكاسات سلبية على السوق الوطنية للحديد والصلب تجلت في تراجع أسعار البيع بنسبة 13 في المائة، ليتساوى مع الانخفاضات التي سجلتها الأسعار في السوق الدولية. وارتباطا بهذه العوامل المذكورة، يتوقع كبادي أن يشهد رقم معاملات صوناسيد برسم سنة 2015 تراجعا بنسبة 17 في المائة مقارنة مع سنة 2014. و أشار المدير العام الجديد لصوناسيد إلى أن نتيجة الصافية، التي ظلت إيجابية إلى حدود النصف الأول من نفس السنة، تأثرت بشكل قوي بالتراجع الذي طال رقم المعاملات متوقعا أن تعرف هذه النتيجة عجزا برسم سنة 2015. ورغم كل ذلك، يؤكد كبادي، أنه وفي ظل السياق المضطرب لسوق الصلب والحديد، واصلت صوناسيد ريادة السوق خلال السنة الماضية بفضل خلقها لدينامية واعدة ونهجها لسياسة قوية تتمحور حول التوزيع المباشر. كما توقع كبادي تساهم الاستراتيجية التجارية الجديدة التي ستعتمدها في تمكين صوناسيد من تقوية وترسيخ عوامل المردودية لديها والتي ترتكز على إنجازات صناعية من الصنف العالمي وتوسيع مصادر حديد الخردة، مشيرا هنا إلى المشروع الدي ستباشره بالجرف الأصفر من خلال تفكيك البواخر لاستدامة إنتاج الصلب، واعتماد برنامج مستمر لتقليص النفقات القارة، والرهان على مقاييس الجودة العالية، وتوسيع باقتها الطاقية باعتماد وقود بديل، بفعل ارتفاع التكلفة عند الانتاج والذي يعتمد بشكل كبير على المواد الطاقية المرتفعة التكلفة. ما تحدث عنه علي كبادي لا يعدو أن يكون نقطة في بحر الأزمة التي يمر منها قطاع الصلب والحديد في المغرب والذي عاش على وقع أزمة كبيرة انطلقت منذ سنة 2011 ولازالت تداعياتها مستمرة. إذ ارتفعت واردات القضبان الحديدية المستعملة في البناء والخرسانة و واردات الأسلاك الحديدية المستعملة في تصنيع المسامير والشبابيك الحديدية بنسب قياسية خلال نفس الفترة. وهو ما كبد الفاعلين الوطنيين في القطاع خسائر مادية كبيرة، دفعت الجمعية المغربية لصناعة الصلب إلى الاستنجاد بالحكومة من أجل اتخاذ إجراءات حمائية لمصالحهم، لكن من دون أن تتفاعل السلطة التنفيذية مع مطالبهم ما أدى بالقطاع إلى فقدان ما بين 600 ألف و800 ألف منصب عمل، وتسبب في إفلاس إحدى أهم شركات قطاع الحديد والصلب في المملكة. حسن بن جوا / عدسة : محمد العدلاني