اثنان من كل ثلاثة أشخاص، تم اعتقالهم في إطار حملات محاربة التطرف بسبتة ومليلية المحتلتين، إسبانيا الجنسية، وفق ما جاء به تقرير رسمي أنجزه لويس كورتيز ألبانيس خبير بالمعهد الدولي للدراسات حول الإرهاب، والذي تناول موضوع المخاطر أو التهديدات الإرهابية بكل من سبتة ومليلية المحتلتين. «ثغرا الجهاد» هكذا عنون لويس كورتيز ألبانيس بحثه، الذي قدم خلاصات دراسته، حول المعتقلين والموقوفين في قضايا إرهابية بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خلال العشرية الأخيرة. حيث تبين أن 66.2% هم من جنسيات إسبانية فيم البقية لا تتجاوز 27% في الغالب هم مغاربة، مقيمون بالثغرين المحتلين، أو من مرتاديهما للاتجار في السلع المهربة. وأبان التقرير عن كون الثغرين المحتلين سبتة ومليلية، يعتبران قاعدة حقيقية للجماعات المتطرفة، التي تنشط وتشتغل بشكل كبير بهما، علما أن المعتقلين المحسوبين «إسبان» وفق التقريرن هم في الأصل مغاربة مليليون أو سبتاويون، أي ذوو أصول مغربية، وينشطون بشكل كبير في عمليات استقطاب واسعة، سواء في مرحلة «داعش» الحالية، وقبلها في إطار تنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه بن لادن. وتضع السلطات الإسبانية، مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، على رأس قائمة المدن التي عرفت تدخلات كثيرة لاعتقال مشتبه فيهم، إضافة للعاصمة الإسبانية مدريد وعاصمة إقليم كطالونيا برشلونة. وتأتي المدينة الكطالانية على رأس قائمة أكثر العمليات التي تمت خلال العشرية الأخيرة، بأكثر من 34 عملية توقيف واعتقال، متبوعة بالعاصمة مدريد ب19 عملية، فيما بلغت عمليات الشرطة بكل من سبتة ومليلية المحتلتان 10 عمليات في كل واحدة منهما، وبلغت بهويلفا وكاديس حوالي تسع عمليات في كل منطقة على حدة. وتراوحت جنسيات الموقوفين بين الجنسية الإسبانية والمغربية بالأساس، فيما كانت الجنسيات الأخرى قليلة خاصة منها الفرنسية، والجزائرية وغيرها. إلا أن المثير وفق هاته الإحصاءات كون غالبية الشبكات التي تم تفكيكها كانت في مراحل متقدمة من الإعداد لعمليات إرهابية، وعثر معها على أسلحة ومواد متفجرة، كانت تستعد لاستعمالها في عمليات إرهابية محتملة. وتجدر الإشارة لكون العدد الأكبر من علميات الإعتقال وتفكيك الشبكات الإرهابية، تمت خلال السنتين الأخيرتين، 2014/2015، حيث كان للدور المغربي فيها الأثر الكبير في تفكيك مجموعة من الشبكات الإرهابية الخطيرة، سواء بالثغرين المحتلين، أو ببعض المدن الإسبانية الأخرى، التي كان بعض الفارين من المغرب يلجؤون لها، إلا ان التعاون الإسباني المغربي في المجال الإستخبراتي بالأساس سيمكن من الكشف عن تلك الشبكات، واعتقال عناصر خطيرة جدا. مصطفى العباسي