وحده تحقيق إداري و قضائي بإمكانه الحسم في الاتهامات الخطيرة التي وجهها رجل تعليم، يعاني من فشل كلوي، لمكتب الجمعية الإقليمية لمساندة المرضى المصابين بالقصور الكلوي بخنيفرة، و التي أكد فيها أن الجمعية المسيرة لمركز تصفية الدم بخنيفرة توصلت باسمه، و على مدى يفوق الخمس سنوات، بتحويلات مالية من الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي "كنوبس" نظير حصص تصفية دم "وهمية"، قال أنه لم يخضع لها إطلاقا في الفترة الزمنية المذكورة. و في التفاصيل يحكي الأستاذ لجريدة "الأحداث المغربية" أن قصته مع المرض بدأت أواسط سنة 2005 حين اكتشف أنه مصاب بقصور كلوي مزمن، يحتاج الخضوع لحصص لتصفية الدم، اضطر معه لبدء العلاجات بمدينة مكناس قبل أن يسعفه الحظ و يجد لنفسه موطأ قدم بمركز تصفية الدم بخنيفرة، الذي وفر له العلاج اللازم بمعدل حصتين إلى ثلاث حصص أسبوعية، داوم عليها لما يقارب الثلاث سنوات إلى أن حدثت "معجزة". ففي أواخر سنة 2008، كشفت فحوصات طبية خضع لها الرجل بعيادة متخصصة في أمراض الكلي بالرباط، أنه لم يعد بحاجة لتصفية الدم بعدما استعادت إحدى كِليتيه جزءا من نشاطها، فقرر بناء على تعليمات طبيبته المعالجة التوقف عن الخضوع لحصص التصفية التي كان يخضع لها بمركز تصفية الدم. هذا التحسن المسجل في وضعه الصحي لم يمنع الأستاذ من المواظبة على زيارة المركز الذي ربطته بطاقمه الإداري و المعالج علاقة صداقة كانت تتجلى، حسب ما يرويه الرجل لجريدة الأحداث المغربية: "في مظاهر العناية الخاصة التي كنت أتلقاها من طاقم المركز معتقِدا أن دافعها إنساني محض، قبل أن أكتشف أن السبب الحقيقي هو استغلال اسمي و هويتي في الخضوع لحصص التصفية من أجل الاحتيال على "الكنوبس" و اختلاس مبالغ طائلة، تُقدَّر بما يزيد عن السبعين مليون سنتيم نظير حصص تصفية وهمية لم أخضع لها، و ذاك على مدى زمني استمر من سنة 2009 إلى سنة 2014″. من جهته، نفى إبراهيم اوعابا، رئيس الجمعية الإقليمية لمساندة المرضى المصابين بالقصور الكلوي بخنيفرة، الاتهامات الخطيرة الواردة على لسان رجل التعليم، مؤكدا ألا صحة لذلك الكلام، بدعوى أن مالية الجمعية تخضع لرقابة دقيقة و صارمة من طرف محاسب مالي، و إن اعترف بالمقابل، في تصريح لجريدة "الأحداث المغربية" بوقوع ما وصفه بالخطأ الإداري الذي تسلل بموجبه ملف الأستاذ المذكور ضمن الملفات المحالة على الكنوبس، مضيفا أنه و بمجرد اكتشاف هذا الخطأ قام شخصيا بمراسلة الصندوق من أجل وقف التحويلات التي كان يرسلها للمركز لكون المريض قد توقف عن الخضوع لحصص العلاج. محمد فكراوي