المنامة /19 دجنبر 2015 (ومع) أحيت "فرقة ليالي النغم للموسيقى الأندلسية" المغربية، و"فرقة محمد بن فارس الموسيقية" البحرينية، حفلا فنيا مميزا، مساء لجمعة، في "الصالة الثقافية" بالمنامة، في سياق احتفال مملكة البحرين بالعيد الوطني، وذكرى تقلد الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحكم. وجسدت الفرقتان خلال الحفل الذي استقطب جمهورا غفيرا، من البحرينيين وأفراد الجالية المغربية، لقاء إبداعيا متفردا بين النوبة الأندلسية وفن الصوت البحريني. وأدت المجموعتان المغربية والبحرينية وصلات منفردة، ووصلات مشتركة، منها القصيدة "الفياشية" الشهيرة، وقصيدة الزجال الشستري "شويخ من أرض مكناس"، وقصيدته الأخرى "كلما كنت بقربي". وقدمت "فرقة ليالي النغم للموسيقى الأندلسية" أغنية هدية، بالمناسبة، بعنوان "الله عالبحرين"، من كلمات وألحان قائد الفرقة الفنان عبد السلام الخلوفي، وهي الأغنية التي لقيت تجاوبا كبيرا من لدن الحاضرين، الذين تقدم صفوفهم مسؤولون رسميون ودبلوماسيون، من بينهم بالخصوص، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وسفير صاحب الجلالة لدى مملكة البحرين، السيد أحمد رشيد خطابي. وضمت "فرقة ليالي النغم"، التي شارك فيها المنشد نور الدين الطاهري، 14 فردا، من بينهم أربع إناث. وتوج الحفل بلحظة قوية ومعبرة، حيث اشتركت الفرقتان في أداء "نداء الحسن"، و"من خلقت الدنيا واحنا هل البحرين"، وهي اللوحة التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، إضافة إلى تجسيد أفراد الفرقتين، ببراعة، لطقوس الاحتفال المميزة للأعراس بالمملكتين. وبالمناسبة، أقام السيد خطابي حفل استقبال على شرف الفرقة المغربية، مساء اليوم السبت بإقامة المملكة المغربية، نوه خلاله بهذا الحفل الفني الأول من نوعه بين مجموعة مغربية للطرب الأندلسي وفرقة محمد بن فارس البحرينية المعروفة بأدائها لفن الصوت الخليجي. وقال السفير، في كلمة خلال الحفل، إنه بالإضافة للدلالة الفنية لهذه التجربة التي تجسد التعامل المنفتح والخلاق مع تراثنا الموسيقي الأصيل، فإنها تحمل دلالة رمزية واضحة بحكم تزامنها مع العيد الوطني المجيد لمملكة البحرين وعيد الجلوس، وتشكل لحظة احتفالية قوية لتقاسم مشاعر الفرح مع الشعب البحريني الكريم. وأبرز أن هذه الاحتفالية تعكس الطابع الاستثنائي والمتميز للعلاقات المغربية البحرينية على هدي التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وحرص جلالتهما على ترسيخ الوشائج والصلات الوطيدة بين البلدين الشقيقين في إطار من الاحترام والتقدير المتبادل والمنفعة المشتركة، والدفاع عن الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية. وهنأ أعضاء الفرقة على ما لقيته هذه الأمسية من نجاح بالنظر إلى ما تميزت به من انسجام في الأداء كان موضع إعجاب المواطنين والمقيمين بمن فيهم أفراد الجالية الذين تجاوبوا مع فقرات الحفل المتنوعة، بما فيها أغنية "نداء الحسن" الرائعة عن المسيرة الخضراء، التي ستظل نموذجا للعطاء الملتزم الذي يعانق في أنبل وأروع صوره قضايا الوطن، فضلا عن الإيقاعات والمضامين الغنائية ذات الحمولة المشتركة من قبيل "شويخ من أرض مكناس" للمتصوف والزجال الغرناطي أبو الحسن الشستري. وأكد السيد خطابي استعداد السفارة لدعم كل المبادرات الثقافية الهادفة، منوها بهذه التجربة التي تندرج في سياق توظيف العامل الثقافي لتعزيز التقارب بين بلدين باعدت بينهما الجغرافيا، وقربت بينهما المحبة والمواقف التضامنية الثابتة. وأضاف السفير أنه، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، تسعى السفارة لتكريس الدور الهام للدبلوماسية الثقافية التي وضعها جلالة الملك في صلب أجندة العمل الدبلوماسي الوطني لتعميق الإشعاع الدولي للمغرب، وإبراز هويته الموحدة الأصيلة والغنية المتعددة الروافد، بما يعكس تنوع وخصوبة ميراثنا الحضاري والثقافي العريق ببعديه المادي واللامادي. ومن جانبه، أوضح الفنان عبد السلام الخلوفي أن القصد من وراء هذه التجربة كان رسم جسر فني بين المملكة المغربية العريقة بأصالتها وحضارتها، ومملكة البحرين التي تمتد حضارتها إلى دلمون المعروفة تاريخيا، ونسج عرض فني يلخص هاتين الحضارتين. وقال إن العلاقة بين الفرقة المغربية والفرقة البحرينية المختصة في فن الصوت العريق طبعها تواصل سلس، وانسجام فني كبير، مما ذلل الصعوبات التي تعترض تجربة من هذا القبيل، معربا عن شكر أعضاء فرقته للسفارة المغربية على ما لقوه من مواكبة وتشجيع خلال هذه التجربة الفنية. يذكر أن "فرقة ليالي النغم للموسيقى الأندلسية" تأسست في مدينة طنجة سنة 1985 بمبادرة من مجموعة من الشباب الذي جمع بين الثقافة والفن. ولم تكمل سنتها الأولى حتى فازت بالجائزة الأولى وطنيا في المسابقة التي نظمتها وزارة الثقافة. وشاركت الفرقة على مدى ثلاثين سنة في عدد من المهرجانات داخل المغرب وخارجه، ولها تسجيلات تلفزيونية متعددة. وتقدم "فرقة محمد بن فارس الموسيقية" بقيادة الأستاذ عارف بوجيري، ألوانا مختلفة من الفنون التراثية البحرينية مثل، الصوت، والبستة، والخماري، والسامري وغيرها، إلا أن لفن الصوت مكانة خاصة لدى الفرقة. وتتميز الفرقة بحرصها على إظهار روح الأغنية الشعبية المتمثلة بإيقاعاتها ورقصاتها الأصيلة بالإضافة إلى التوزيع الموسيقي المنسجم مع الأغنية. وأثبتت الفرقة حضورها على الصعيدين المحلي والدولي بتألق ونجاح، وهو الأمر الذي شجع قطاع الثقافة بمملكة البحرين على تبنيها عام 2006.