أخيرا وصلت الأزمة التنظيمية التي عاشها حزب الاستقلال طيلة الأسابيع الماضية ومباشرة بعد تشكيل الحكومة، نحو طريق الانفراج. في الأخير تمكنت العديد من التحركات التي عقدتها مجموعة من الوجوه الاستقلالية التي تحظى باحترام ومصداقية داخل الحزب ولدى أعضاء اللجنة قبر التصدع الذي كان الحزب على وشك الوقوع فيه. قبل عقد اللقاء المؤجل من اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، الذي عقد ليلة أول أمس الخميس، كانت آلة رأب الصدع قد تحركت على أكثر من وجهة. مصادر استقلالية متطابقة أكدت “للأحداث المغربية” أن عضو اللجنة التنفيذية والوزير نزار بركة عقد لقاءات مكوكية دامت يومي الأربعاء والخميس الماضيين من أجل الوصول لحل يتجاوز إخراج عباس الفاسي من الأمانة العامة عبر عريضة موقعة من طرف أعضاء المجلس الوطني. في الواقع نجحت كثيرا الاتصالات التي قامت بها صهر عباس الفاسي نزار بركة، والتي أكدت بعض المصادر للجريدة، ان محمد الوفا دخل فيها هو الآخر، فقد تم إرجاء جمع التوقيعات للإطاحة بعباس الفاسي، وتم في المقابل الاتفاق على بقائه أمينا عاما للحزب إلى غاية المؤتمر المقبل الذي لن يكون بعيدا. في اخر جلسة اجتماع اللجنة التنفيذية التي انعقدت ليلة الخميس بعدما تم تأجليها ليوم واحد تم تجاوز الأزمة التنظيمية التي نشبت بين عباس الفاسي وغالبية أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب بسبب انتقادهم أسلوب تدبير عباس الفاسي لمفاوضات تشكيل الحكومة مع عبد الاله بنكيران. ما خرج به الاجتماع بعد ليلة كان كل شيء مرتبا فيها قبل عقد الاجتماع هو التخلي عن خطوة إقالة عباس الفاسي عن طريق التوقيع على عريضة لاعضاء المجلس الوطني في مقابل الاعلان عن دورة للمجلس الوطني تنتخب فيها اللجنة التحضيرية التي ستسهر على اعداد المؤتمر الوطني الذي سينتخب أمينا عاما جديدا لحزب الاستقلال. وهو ما كان بالفعل، بعدما انفض اجتماع اللجنة التنفيذية الذي لم يدم سوى ساعة واحدة بقرار عقد دورة للمجلس الوطني يوم 4 من الشهر القادم اي بعد حوالي الاسبوعين. ستكون المهمة الوحيدة الملقاة على عاتق أعضاء المجلس الوطني آنذاك هي انتخاب رئيسا للجنة تحضير المؤتمر الذي يبدو أنه سيكون أسرع بحسب ما قاله احد اعضاء اللجنة التنفيذية للحزب والذي اكد في اتصال هاتفي أجرته معه الجريدة أن أقصى تاريخ يمكن أن يجرى فيه مؤتمر الاستقلاليين سيكون في اواسط شهر أبريل المقبل. علق أحد أعضاء اللجنة التنفيذية على ما النتائج التي خرج بها اجتماع اللجنة التنفيذية بالقول “إن ما يهمنا هو ان نقول للرجل باي،باي، فلم يبق بيننا وبين الرابع من شهر فبراير القادم سوى أسبوعين وهما المدة التي سيبقى فيها عباس الفاسي على رأس الحزب، أما بعدها فالكل سيكون منشغلا بالاعداد للمؤتمر”. الجيلالي بنحليمة.