كشفت مصادر استقلالية ل«المساء» أن اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الذي انعقد أول أمس الخميس، والذي ترأسه عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، مر في أجواء ساخنة، حيث انتقد استقلاليون الفاسي ومنهجيته في التفاوض مع عبد الإله بنكيران وترشيح أسماء بعينها للاستوزار. وكان ضمن المتدخلين في هذا الاجتماع كل من حميد شباط وحمدي ولد الرشيد وأحمد بوستة، الذي هاجم عباس بعنف، فيما اكتفى عباس بالاستماع إلى المداخلات دون أن يعقب، قبل أن يرفع الاجتماع بعد أن أحس بالتعب في انتظار استكمال المداخلات في اجتماع يفترض أن يكون انعقد مساء أمس. وأبرزت المصادر ذاتها أن مداخلات كل من حمدي ولد الرشيد وحميد شباط تميزت بقوتها، لكنها لم تخرج عن اللياقة المطلوبة، فيما هدد بعض أعضاء اللجنة التنفيذية بتقديم استقالاتهم، متهمين الفاسي بعدم التدبير الجيد للمفاوضات حول الاستوزار، وعدم التزامهم باتفاقه مع المجلس الوطني للحزب، الذي تعهد من خلاله باقتراح اسمين من اللجنة التنفيذية واسمين من المجلس الوطني واسمين من التنظيمات الموازية للحزب. وأوضحت المصادر ذاتها أن اتهامات بعض أعضاء اللجنة التنفيذية وصلت إلى درجة اتهام عباس الفاسي بكونه تنازل لصهره نزار البركة، الذي عُين وزيرا للاقتصاد والمالية، على مسؤولية اقتراح أسماء للاستوزار، حيث فجر أحدهم قنبلة قائلا إن الوزراء الاستقلاليين الذين تم تعيينهم اقترحوا من طرف البركة الذي كتب أسماءهم على ورقة بخط يده، كما دافع عن أسماء لا علاقة تنظيمية ونضالية لها بحزب الاستقلال، مثل يوسف العمراني وفؤاد الدويري ومحمد الوفا، الذي ظل غائبا عن الحزب طيلة 12 سنة، مدة عمله سفيرا بالخارج. وأبرزت المصادر ذاتها أن أعضاء باللجنة التنفيذية احتجوا على اقتراح عبد الصمد قيوح وزيرا في حكومة بنكيران، علما بأنه تم رفضه من طرف تنظيمات الحزب عدة مرات، بينما وصل انتقاد عباس الفاسي من طرف عضو بارز باللجنة التنفيذية إلى قوله، على هامش الاجتماع، إنه «غادي نخرجو عباس الفاسي من الباب الصغير»، في إشارة إلى أن أعضاء باللجنة التنفيذية يرغبون في مواصلة الضغوط على الفاسي من أجل تنحيه عن الأمانة العامة للحزب قبل المؤتمر الوطني.