أنهى الاستقلاليون خلافاتهم كما كان متوقعا وغفروا لأمينهم العام، عباس الفاسي، كل «زلاته» المرتبطة بحرب الاستوزار في حكومة عبد الإله بنكيران. وشهدت الأيام الأخيرة «لقاءات مصالحة» تزعمها قياديون في الحزب ضمنهم حميد شباط وتوفيق احجيرة ونزار البركة، الذين تمكنوا من جبر خواطر الغاضبين. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع أن نزار البركة، صهر عباس الفاسي، التقى عبد المجيد الكيحل الذي أقصي اسمه من لائحة الاستوزار في آخر لحظة، كما التقى توفيق احجيرة وحميد شباط عددا من الغاضبين، فيما ينتظر أن يستأنف البقالي، الذي أقصي بدوره من لائحة المستوزرين، عمله بجريدة «العلم». وأسفرت لقاءات المصالحة وجبر الخواطر عن اتفاق بالإبقاء على عباس الفاسي أمينا عاما للحزب حتى المؤتمر المقبل للحزب، وعلى «إخراجه معززا مكرما»، كما قال مصدر «المساء»، الذي أضاف أن الاستقلاليين «لا يمكنهم أن ينسوا أن الأمين العام قاد بنجاح الحكومة المنتهية ولايتها، وعمل على استوزار كفاءات حزبية شابة، كما ضمن للحزب الحصول على المرتبة الثانية بالرغم من كونه كان يتحمل المسؤولية الحكومية». واعتبر قيادي في الحزب حصيلة عباس الفاسي إيجابية إجمالا بغض النظر عن بعض الهفوات التي ارتكبها أثناء تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأهم بالنسبة للاستقلاليين هو وحدة الحزب وتفويت الفرصة على خصومه الذين يتطلعون إلى انشقاقه وانفجاره». وسيتداول اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الذي من المنتظر أن يكون التأم أمس الخميس في أجواء هادئة ترتيبات المرحلة المقبلة في أفق تشكيل لجنة تحضيرية منبثقة من المجلس الوطني، تعمل على التهيئ لمؤتمر وطني ينتخب أمينا عاما للحزب في أجواء ديمقراطية وشفافة.