لوس انجليس, 5-12-2015 (أ ف ب) -بقلم فيرونيك دوبون الزوجان اللذان قتلا 14 شخصا الاربعاء في سان برناردينو كانا محافظين متشددين, تاشفين ترتدي النقاب ولا تقود سيارة فيما كان سيد فاروق خجولا مهذبا يمارس هواية اطلاق النار. سيد فاروق (28 عاما) اميركي من اصل باكستاني كان يعمل مفتشا صحيا في الاجهزة العامة في سان برناردينو معروف ب"انطوائه" ولم يكن له اصدقاء كما صرح محاميا عائلته الجمعة. وصفه ياسر شحاتة الذي يتردد على المسجد نفسه الذي كان يقصده فاروق لوكالة فرانس برس انه كان "هادئا وخجولا" ومهذبا وكان "لديه كل شيء ليكون سعيدا". لكن وراء هذه الواجهة الهادئة على ما يبدو, تحدثت السلطات عن زوجين اعدا بدقة هجومهما الدامي بدون ان يشعر احد اي شيء غير عادي. وقال محمود ندوي احد ائمة المسجد الذي كان يقصده سيد فاروق للصلاة لفرانس برس "لم نر مطلقا اي مؤشر يدل على التطرف". وقد تعرف الاخير على تاشفين مالك (29 عاما) الباكستانية التي قتلت معه الاربعاء بعد مواجهة عنيفة مع الشرطة على "موقع للزواج" في 2013 على ما اوضح محاميا عائلة فاروق محمد ابو رشيد وديفيد شيسلي. وكانت الشابة انتقلت الى السعودية فيما كانت بين 18 و20 عاما من العمر بعدما ترعرت في باكستان. وقام فاروق بالعمرة في مكةالمكرمة صيف 2014 وتزوج من تاشفين مالك بعيد ذلك كما قال المحاميان. وكانا يعيشان بطريقة تقليدية للغاية. تاشفين كانت "ربة منزل نموذجية" تعتني بطفلتها التي لا تتجاوز الستة اشهر بحسب المحامين. وكانت الشابة ترتدي النقاب والرجال في عائلة فاروق "لم يروا وجهها على الاطلاق لانها كانت تخفيه بالبرقع". وعندما كان افراد عائلة فاروق يزورون الزوجين وطفلتهما "كانت النساء يجلسن مع النساء والرجال مع الرجال". ولم تكن تاشفين تقود سيارة بناء على رغبتها بحسب المحاميين. وعثرت الشرطة في منزلهما وفي سيارتهما وعليهما على ترسانة تضم اكثر من 6500 رصاصة وعلى اثني عشر عبوة ناسفة. وبرر ديفيد شيسلي ذلك بالقول "انه كان يحب ممارسة اطلاق النار" داعيا الى عدم التسرع في وصف سيد وتاشفين بانهما اسلاميان متطرفان. وكانت عائلة سيد فاروق "تحت الصدمة" تعتقد انه كان يحب ممارسة الميكانيك ويصلح سيارته عندما كان يمضي وقتا في مرBبه. كما اراد شيسلي التخفيف من فرضية ان يكون لفاروق علاقة مع الشبكات الاسلامية. وقال "ليس لانك كنت على صفحة انترنت (لمتطرفين) يعني انك تدعم" افكارهم. وصلت تاشفين مالك الى الولاياتالمتحدة بتأشيرة خطبة وهي فئة يستخدمها عشرات الاف الاميركيين كل سنة لاستقدام شريك او شريكة حياتهم من الخارج. ومن اصل 61 مليون زائر موقت في ,2013 وصل 26 الفا الى الولاياتالمتحدة بتأشيرة من هذه الفئة - بينهم 272 فقط من الرعايا الباكستانيين بحسب احصاءات وزارة الامن الداخلي الاميركية. وهذه التأشيرة تسمح لاجانب بدخول الولاياتالمتحدة للزواج من الشريك الاميركي. والزواج يجب حكما ان يتم في غضون 90 يوما, ويبدو ان هذه كانت الحال بالنسبة لهذين الزوجين. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان سيد فاروق تقدم بطلب للحصول على اذن الاقامة الدائمة المعروف ب"البطاقة الخضراء" لزوجته في ايلول/سبتمبر 2014. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية انه على غرار التأشيرات الاخرى فان ملف تاشفين مالك تم دراسته استنادا الى قواعد المعطيات لمكافحة الارهاب. لكن الداعين الى ابطاء وصول مهاجرين من الشرق الاوسط يؤكدون ان البرنامج ينطوي على ثغرة امنية يجب معالجتها باسرع وقت. وقال جون فيري من مركز الدراسات المتعلقة بالهجرة ومن مؤيدي فرض قيود على الهجرة ومقرب من العديد من المحافظين في الكونغرس الاميركي قال لفرانس برس "ان التأشيرة كي1 لم ترفض على الاطلاق تقريبا", مستندا الى ارقام الخارجية. واشار الى ان 98% من طلبات التأشيرات من الفئة كي-1 منحت في 2014. وما كادت اصول تاشفين مالك وسيد فاروق تعرف حتى طالب السناتوران جيف سيشنز وتيد كروز من ادارة الرئيس باراك اوباما بكشف ملفيهما لدى دوائر الهجرة وكذلك ملفات ذويهما. كما لفت جيف سيشنز الذي يتراس اللجنة الفرعية لشؤون الهجرة في مجلس الشيوخ ايضا الى ان باكستان هي البلد المسلم الذي يتلقى اكبر عدد من البطاقات الخضراء. وهو من البرلمانيين الذين يدعون الى وقف استقبال لاجئين Bتين من الشرق الاوسط.