قارب إعلاميون وباحثون عرب المشروع الفكري والمجتمعي للباحثة والكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي، وذلك في ملف خصصته صحيفة (الأخبار) اللبنانية، يوم الثلاثاء، للراحلة تحت عنوان "فاطمة المرنيسي… وسكتت شهرزاد عن الكلام المحرم". واعتبر نائب رئيس تحرير الصحيفة بيار أبي صعب، في مقال تقديمي للملف عنونه ب "ما وراء الحجاب"، أن مشروع المرنيسي الفكري والاجتماعي "مشروع أركيولوجي قام على الانتماء إلى التربة الأصلية"، مضيفا أنه مشروع مبني على الحفر في التراث الفكري والديني الإسلامي، ل"حصر عيوبه ونقاط ضعفه وعوائقه، مع التركيز على الصورة الايجابية للمرأة وحقوقها وموقعها" في هذا التراث. ووفق أبي صعب، فإن المرنيسي "أقرب إلى عائشة التيمورية وزينب فواز وهدى الشعراوي، منها إلى نوال السعداوي…وهي العاشقة على طريقة ابن حزم الأندلسي، ووريثة قاسم أمين، وشريكة محمد أركون ومحمد عابد الجابري ونصر حامد أبو زيد وسائر العقلانيين العرب". وأبرز أبي صعب عدم دخول المرنيسي في "حرب جنسية أو جندرية" مع الرجل، فلم "تصوب سهامها" ضده، و"لم تقارعه بحقد دوني، ولم تحاول تقليده ومسخه وسرقة جذوة النار المقدسة من يده".
كما لم تقع صاحبة (الحريم السياسي)، يقول نائب رئيس تحرير (الأخبار)، "في المطب الاستشراقي" الذي ما زال حتى اليوم "يفخخ الجزء الرسمي والمكرس والمرحب به في الغرب…". أما الكاتبة والباحثة اللبنانية ريتا فرج، فاعتبرت، في مقال بعنوان "سلطانة شرسة قارعت المقدس"، أن فاطمة المرنيسي "تعد من أهم النسويات العربيات" اللواتي عالجن إشكاليات المرأة في الإسلام، بالرغم من أن الراحلة "لم تأت من باب التخصص في الدراسات الإسلامية". واهتمت الباحثة بمنهج المرنيسي العلمي، مبرزة أنها اكتسبت "منهجية متداخلة، فجمعت بين علم الجرح والتعديل (علم الرجال) ومناهج العلوم الاجتماعية الحديثة". وما يميز أطروحة الراحلة، تضيف فرج، هو بحثها الدائم في مفهوم "الحريم" عبر البحث الأركيولوجي في الذاكرة الجمعية العربية. من جهته، اعتبر الكاتب والروائي السوري، خليل صويلح، في مقال تحت عنوان "مداميك أساسية في كتابات المرنيسي"، أن الراحلة طرحت، عبر مشروعها وحفرياتها السوسيولوجية "أكثر الأسئلة إشكالية"، ليخلص إلى أنها أضاءت "المناطق المعتمة في التاريخ الإسلامي، وحجم الجور الذي طال المرأة". وشارك في الملف أيضا إعلاميون من المغرب بمقالات تحت عناوين "نهاية مرحلة في السوسيولوجيا المغربية" و "النسوية التي زعزعت معبد الذكورية".