مع توالي أشغال قمة منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية "أفريسيتي2015″ ،التي تنعقد دورتها ال7 بالعاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا جوهانيسبورغ مابين 29 نونبر و3 دجنبر 2015، يتزايد اهتمام الوفود الإفريقية بالتجربة المغربية في الديمقراطية المحلية. وهو الاهتمام، الذي يعكسه تقاطر هذه الوفود على الرواق المغربي بالمعرض المقام بالموازاة مع القمة. أيضا، تم لمس انفتاح بعض مدن جنوب إفريقيا من مثل كيبتاون ودروبان على التجربة المغربية في هذا المجال مثلما عكسته اللقاءات، التي جمعت عمدتي هاتين المدينتين مع رئيس مجلس مدينة الرباط محمد صديقي. المسؤولون الرسميون بالرواق المغربي، يتقدمهم الوزير المنتدب بالداخلية الشرقي اضريس، يستقبلون هذه الوفود ويواصلون التباحث معهم بشأن تنمية العلاقات وإمكانيات خلق آليات تعاون وتبادل الخبرات والاستفادة من التجربة المغربية في الديمقراطية المحلية. الإقبال المتزايد على الرواق المغربي مؤشر على أن عمل الوفد الرسمي بدأ يعطي أكله. الوفد الرسمي، الذي راهن على التسويق للتجربة المغربية في الديمقراطية المحلية، ما فتئ يتفاجأ بالإقبال المتزايد على الرواق المغربي، الذي يمنح فضاء حقيقيا للحوار والتبادل والتشبيك. لقاءات متعددة، جمعت بين مسؤولين ومنتخبين محليين مغاربة ونظرائهم الأفارقة.
وتوالت اللقاءات، وأيضا الاتفاقات بشأن التعاون البيني المستقبلي. وفود من البينين، والسينغال، والكاميرون، والبروندي، ومالي، وأيضا وبالخصوص الموزمبيق، قادتها الرغبة في تعميق الاطلاع وكذلك في الاستفادة من التجربة المغربية في الديمقراطية المحلية ومن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي هذا السياق، عقدت العامل المنسقة الوطنية للمبادرة، نديرة كرماعي، لقاءات متتالية مع ممثلي بعض الوفود الإفريقية المشاركة في القمة، وتباحثت معهم بشأن نقل هذه التجربة التنموية الأساسية إلى بلدانهم بما يتوافق مع خصوصياتها وأولوياتها. ومن ضمن هذه الوفود، الوفد البوروندي تتقدمه وزيرة التنمية الجماعية، جان دارك كاغايو. واستعرضت نديرة الكرماعي، حين لقائها بالمسؤولة الحكومية البوروندية يوم 30 نونبر 2015 ، الذي يصادف اليوم الثاني من القمة، الأبعاد المميزة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتصلة بالحكامة ومصاحبة الساكنة الهشة اقتصاديا لتجاوز هذه الهشاشة عبر خلق فرص عمل ذاتية وأنشطة مدرة للربح. وفي هذا الصدد، أوضحت الكرماعي لجريدة "الأحداث المغربية" أن اللقاء انصب بالأساس على قضايا الصحة ومقترحات المبادرة في هذا الشأن وكذلك الأنشطة المدرة للربح، إذ أبانت الوزيرة البوروندية عن الاهتمام البالغ بالأنشطة المدرة للربح وبالصحة سيما تلك المتصلة بصحة الأطفال. كما أعربت عن الرغبة في الاستفادة من التجربة ذاتها، التي يقودها المغرب في البلد الإفريقي الآخر الغابون في ما يهم التكفل بالمرضى المصابين بالتوحد، والمصابين بالقصور الكلوي. كما تباحثت المسؤولتان سبل إقامة شراكة بين المغرب وبوروندي في مجال التنمية البشرية. و اعتبر الوفد المغربي الإقبال والاهتمام بالتجربة المغربية في الديمقراطية المحلية عاكسا لجدوى الرهان، الذي وضعه على تسويق هذه التجربة والتراكمات الهامة التي حققتها منذ انتخابات 1960 إلى إقرار دستور 2011 والانطلاق الفعلي لتنفيذ الجهوية الموسعة . وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، المشاركة في التظاهرة، إن " التجربة المغربية في الديمقراطية المحلية حققت صدى كبيرا ضمن البلدان إفريقيا. فأصدقاؤنا في هذه الدول رحبوا بمبادرة الانفتاح، التي اتخذها المغرب لتقاسم هذه التجربة. وعبروا عن الاستعداد للتعاون في ما بيننا كمنتخبين محليين بغض النظر عن بعض الخلافات التي توجد بيننا في بعض القضايا الدولية ، أو بعض القضايا التي تحتاج إلى وقت من أجل أن يستوعبها أصدقاؤنا في هذه الدول. أنا متأكد جدا من خلال اللقاءات التي أجريناها مع عدد منهم أنهم عندما سيكتشفون الحقائق الموجودة على أرض الواقع سواء في أقاليمنا الجنوبية أو المتصلة بالتطور الذي تعرفه التجربة الديمقراطية في بلدنا، أن المواقف ستتغير والكثير من الدول ستُراجع مواقفها من القضايا العادلة التي تهم بلادنا".