جرى يوم الجمعة المنصرم، بالشيلي، تسليط الضوء على التجربة المغربية الخاصة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ خلال ندوة دولية حول "الفقر والتنمية والديمقراطية". وأكدت نديرة الكرماعي العامل٬ المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ أن هذه الأخيرة تشكل ورشا كبيرا، جرى إطلاقه تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ وهي مشروع مجتمعي مجدد بالمغرب وفي مجمل بلدان دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا). وأشارت الكرماعي٬ التي قدمت تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال هذا اللقاء الدولي المنظم من قبل مجموعة العمل الخاصة بالفقر والتنمية والديمقراطية للمجموعة الديمقراطية٬ إلى أن المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة سنة 2005، تعتمد من أجل تنفيذ برامجها٬ على مقاربة ترابية ترتكز على التخطيط الاستراتيجي٬ والانسجام والاستمرارية٬ مضيفة أن هذه المقاربة تستند إلى تشخيص دقيق وتحديد عميق للأهداف٬ فضلا عن كونها تعبيرا عن الحاجيات من قبل السكان٬ وبرنامجا ممتدا وشراكة وتفاعلا للبرامج المحلية. وأوضحت الكرماعي أن المبادرة٬ التي تهدف إلى محاربة الإقصاء والفقر والهشاشة الاجتماعية٬ ترتكز على القيم الكونية الهادفة إلى احترام كرامة الإنسان، وترسيخ الثقة في الذات والمستقبل، ومشاركة كل فرد في مسلسل اتخاذ القرار والحكامة الجيدة واستمرارية المبادرات والمشاريع المتخذة. وتميز حفل افتتاح هذه الندوة، التي حضرها نائب وزير العلاقات الخارجية الشيلي، فرناندو شميدت، ونظيرته الإيطالية، مارتا داسو٬ بعرض فيلم حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يرصد فلسفتها ومرتكزاتها وبعض المشاريع المنجزة في إطارها بمجموع تراب المملكة، وكذا شهادات بعض المستفيدين. كما حضر فعاليات هذه الندوة، نائبة الوزير الشيلي في التنمية الاجتماعية، سوليداد أريلانو٬ والعديد من المتدخلين، منهم الممثل الدائم لمنغوليا لدى الأممالمتحدة٬ وممثلة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الشيلي، مارسيلا ريوس٬ وممثلو منظمات دولية، وأعضاء فاعلون في المجتمع المدني. وعقب أشغال هذه الندوة أعربت الكرماعي لسوليداد أريلانو عن استعداد المغرب لاستقبال وفد شيلي للاطلاع عن كثب على مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وعلى هامش مشاركتها في هذه الندوة أجرت الكرماعي لقاءات، يوم الخميس المنصرم، مع مسؤولين مكلفين بقضايا التنمية والإقصاء الاجتماعي والإسكان والتعمير. وخلال هذه الاجتماعات٬ اتفقت الكرماعي والمسؤولين الشيليين على ضرورة تعميق علاقات التعاون بين الطرفين.