قام وفد مكلف بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزارة الداخلية، أخيرا، بزيارة لفرنسا، حيث اتفق مع المسؤولين بوزارة الداخلية الفرنسية على تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التنمية البشرية. وقالت نذيرة الكرماعي، العاملة منسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ترأست الوفد المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذه الزيارة، لقد "حددنا محاور لتعزيز التعاون بين الوزارتين، خاصة في ميدان التنمية البشرية والعمل الجمعوي ومحاربة الإقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري". وحسب الكرماعي، جرى الاتفاق على إرساء ثلاثة مستويات للتعاون حول تعزيز التبادل والإغناء المتبادل بين مختلف المتدخلين المغاربة والفرنسيين. ويهم المستوى الأول "الاستراتيجي" الفاعلين المركزيين بالوزارتين المكلفتين بالإشراف على مختلف مبادرات التنمية البشرية. أما المستوى الثاني، "العملياتي" فيتعلق بإرساء علاقة بين رؤساء أقسام العمل الاجتماعي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى جميع المقاطعات مع نظرائهم بوزارة الداخلية الفرنسية. وأضافت أن المستوى الثالث "التنفيذي" فيهدف إلى ربط اتصالات بين الجمعيات المغربية العاملة في ميادين محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء مع نظرائهم الفرنسيين. وجاءت مشاريع التعاون هذه نتيجة لتبادل وجهات نظر "بناءة" بين الوفد المغربي والعديد من المسؤولين الفرنسيين. وبمناسبة هذه الزيارة، قامت الكرماعي، وكأول مسؤولة مغربية سامية، بتنشيط ندوة بمقر وزارة الداخلية الفرنسية، في إطار سلسلة من الندوات التي شرع في تنظيمها. واستعرضت الكرماعي أمام ثلة من المسؤولين الذين يشتغلون سواء في الإدارة المركزية أو في الجهات، فلسفة وعمل وحصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتبارها "نموذجا مغربيا صرفا" لمحاربة الفقر والإقصاء والهشاشة. وأبرزت "الحكامة الجديدة"، و"النموذج الجديد للتسيير" لعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا "مقاربتها التشاركية"، التي ترتكز على الإنصات للسكان، ومسؤولية المنتخبين والنسيج الجمعوي على الأصعدة المحلية والإقليمية والجهوية. وعبر المسؤولون الفرنسيون، خلال المناقشات التي جرت، عن إعجابهم بمقاربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ودعوا إلى تعزيز التبادل بين المغرب وفرنسا حتى "يستفيد الواحد من الآخر". كما أكدوا على أن اختيار موضوع التنمية البشرية يشكل "بداية جيدة" لسلسلة ندوات المسؤولين السامين المغاربة في فرنسا. من جهة أخرى، قام الوفد المغربي بزيارات لمراكز الإدماج الموجهة للشباب في وضعية صعبة والباحثين عن الشغل ومعرفة ممارساتهم في الإدماج (الورشات، الأنشطة المدرة للدخل، الاندماج في المقاولات...). كما شارك الوفد المغربي في أشغال الجمع العام ل"جمعية هيئة الولاة وكبار المسؤولين بوزارة الداخلية"، التي تهدف إلى "القيام بكافة الأبحاث والدراسات، التي من شأنها تحسين فعالية الإدارة وضمان إشعاعها في مصالح الدولة ولدى الإداريين". وتميز هذا الجمع العام بخطاب وزير الداخلية، كلود غييو، ومشاركة وزيرة التضامن والتماسك الاجتماعي، روسيلين باشلوت ناركين، التي أجرت مناقشات مع الكرماعي حول دور الدولة في فرنسا في ميدان التماسك الاجتماعي.