تأكيد على تعزيز التعاون الأمني الدولي من أجل محاربة تجارة المخدرات والإرهاب أجرى سعد حصار، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، أول أمس الثلاثاء بباريس، عدة مباحثات مع وزراء الداخلية ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر الموسع لمجموعة الثمانية المخصص لمحاربة الاتجار في الكوكايين عبر الأطلسي، وخاصة بريطانيا والسينغال والولايات المتحدةالأمريكيةوفرنسا وإسبانيا. وهكذا تباحث سعد حصار أول أمس الثلاثاء بباريس، مع وزيري الداخلية بكل من فرنسا واسبانيا، على التوالي كلود غيون والفريدو بيريز روبالكابا. وأكد حصار، خلال هذه المباحثات، التزام المغرب التام بمحاربة شبكات تهريب المخدرات واستعداده لتعزيز التعاون المثمر مع فرنسا وإسبانيا. وأشاد وزيرا داخلية فرنسا وإسبانيا، ٍمن جهتهما، بمستوى التعاون القائم مع وزارة الداخلية المغربية في مجال الأمن، خاصة ما يتعلق بمكافحة الجريمة العابر للحدود. واتفق حصار ووزيرا الداخلية الفرنسي والإسباني، بهذه المناسبة، على تعزيز هذا التعاون بشكل أفضل، وكذا على تبادل الخبرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وخلال المباحثات التي أجراها حصار مع وزير العدل الأمريكي إيريك هولدر، أعرب الأخير عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون الأمني مع المغرب. وتطرق هولدر، على الخصوص، للتعاون في مجال محاربة الشبكات الإرهابية وتلك التي تنشط في الجريمة العابرة للحدود. وعبر المسؤول الأمريكي بهذه المناسبة عن استيائه بعد اعتداء 28 أبريل بمراكش الذي خلف 17 قتيلا وحوالي عشرين جريحا، معربا عن تعازيه للشعب المغربي وأسر الضحايا. ومن جهته، أثار حصار الانتباه حول الوضع السائد في المنطقة، وخاصة على مستوى شريط الساحل الصحراوي، مؤكدا على ضرورة العمل وفق مقاربة مشتركة تدمج جميع بلدان المنطقة بهدف مواجهة التهديد الإرهابي والمخاطر المرتبطة بأنواع التجارة غير القانونية المنتشرة في هذه المنطقة. واتفق الوزيران في ختام هذه المباحثات على تعزيز التعاون والتبادل الثنائي للتجارب في المجالات التي تحظى بالاهتمام المشترك للوزارتين. واتفق سعد حصار مع وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، على تعزيز التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة في المجال الأمني. واتفق الوزيران، خلال مباحثات أجرياها في نفس اليوم، على تبادل زيارات الخبراء وتقاسم التجارب في المجال الأمني. وأبرز كل من حصار وماي علاقات الصداقة والتعاون التي توحد بين المملكتين في مجالات عدة، ودعيا إلى تنويعها وتوطيدها أكثر. وأعربت ماي، بهذه المناسبة، عن تضامن بريطانيا مع المغرب، على إثر اعتداء 28 أبريل بمراكش، وعبرت عن مشاعر التعاطف مع ضحايا هذا العمل الإرهابي «الرهيب». كما أجرى سعد حصار مباحثات مع الوزير البرازيلي للعدل خوسي لورينتي صوليز ووزير الداخلية والعدل الكولومبي خيرمان فاركاس ليراس، همت سبل تعزيز التعاون في المجال الأمني مع البرازيل وكولومبيا. وأبرز حصار، في هذين اللقاءين المنفصلين، الجهود التي قام بها المغرب في مجال محاربة المخدرات عموما، والكوكايين بالخصوص، والتي أسفرت عن نتائج ملموسة كما يدل على ذلك التطور الهام لعمليات الحجز. كما جدد التأكيد على الأهمية التي يوليها المغرب لتعزيز التعاون الدولي قصد محاربة فعالة للمنظمات الإجرامية العابرة للحدود الناشطة في مجال الاتجار بالكوكايين. وأعرب المسؤولان البرازيلي والكولومبي، في ختام هذه المباحثات، عن استعداد بلديهما لإعطاء دينامية جديدة للتعاون الثنائي مع المغرب وتبادل التجارب في ما يخص محاربة الجريمة العابرة للحدود. وخلال لقاء مع وزير الداخلية السينغالي عصمان نغوم، جدد حصار استعداد المغرب لتقاسم تجربته في المجال الأمني مع السينغال، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون المثمر مع السينغال. واستعرض الجانبان بهذه المناسبة علاقات الأخوة والتعاون العريقة التي تربط بين البلدين في عدة مجالات. كما اتفقا على تبادل زيارات الخبراء والتجارب في المجالات ذات الاهتمام المشترك للوزارتين. خطة عمل مندمجة وترأس سعد حصار الوفد المغربي المشارك في الاجتماع الموسع لوزراء الداخلية لمجموعة الثمانية حول مكافحة الاتجار في الكوكايين عبر الأطلسي. وتمت دعوة المغرب لحضور هذا الاجتماع الخاص بمجموعة الثمانية، التي تضم الدول الثمانية الأكثر تصنيعا إلى جانب 13 دولة أخرى من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الجهوية والدولية المعنية بتهريب الكوكايين. وأسفرت أشغال هذا الاجتماع عن مخطط عمل سيتم عرضه أمام رؤساء دول وحكومات مجموعة الثمانية خلال قمتهم المقبلة المرتقبة في نهاية ماي بدوفيل (غرب فرنسا). وشارك الوفد المغربي يوم الإثنين بقصر الإيليزيه في اجتماع ترأسه الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة مجموعة الثمانية. وقد اقترح ساركوزي، خلال هذا الاجتماع، إحداث صندوق دولي يمول من الأموال المصادرة لدى تجار المخدرات لدعم تعزيز قدرات الدول الأكثر هشاشة والتي تعاني أكثر من تجارة المخدرات. وضم الوفد المغربي مجموعة من المسؤولين الكبار بوزارة الداخلية مكلفين بالهجرة ومراقبة الحدود، والتعاون الدولي، وكذا المديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي. ودعا حصار، أول أمس الثلاثاء خلال أشغال الاجتماع، إلى القيام بعمل شمولي بمنطقة الساحل والصحراء حيث يتجمع تجار المخدرات والأسلحة والبشر. وشدد على أن فعالية هذا العمل تقتضي ادماج كافة بلدان المنطقة بدون استثناء، مشيرا أن عدة مراكز استراتيجية، أبرزت التداخل بين الشبكات الإجرامية لترويج الكوكايين وبين عناصر الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي هذا الصدد، دعا حصار إلى تعزيز التعاون الدولي، بشكل فعال، لمحاربة المنظمات الإجرامية التي تنشط في مجال الاتجار في الكوكايين، خاصة في مجالات تبادل المعلومات ومحاربة تبييض الأموال واتخاذ إجراءات قانونية مشتركة ضد تجار المخدرات والمساعدة المالية لبعض الدول التي تعاني من هذه الظاهرة. ومن جهة أخرى، أبرز حصار الجهود التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة المخدرات بشكل عام والكوكايين بشكل خاص والتي أثمرت نتائج ملموسة كما يدل على ذلك التطور النوعي لعمليات حجز المخدرات. وتمحورت أشغال هذا الاجتماع الذي ضم 23 بلدا إلى جانب عدة منظمات دولية; لا سيما مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، حول «تنظيم الشبكات الإجرامية» و»تحسين تبادل المعلومات والتعاون الأمني والقضائي والجمركي والبحري» و»سبل أخرى وجوانب وآفاق أخرى» لهذه التجارة.