عقدت اللجنة الوزارية المكلفة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أول أمس الاثنين بالرباط، اجتماعها الأول برئاسة الوزير الأول، عباس الفاسي، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش المجيد. وذكر بلاغ للوزارة الأولى، أن عباس الفاسي شدد في بداية هذا الاجتماع، على أن تشكيل هذه اللجنة يأتي في سياق أجرأة التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتعلقة بإعطاء دفعة جديدة وقوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتطوير برامجها وتدخلاتها والتقائيتها، بهدف تحقيق تنمية شاملة في جميع ربوع المملكة، وتماسك متين بين مختلف أفراد وفئات المجتمع. ودعا الوزير الأول إلى تنفيذ خارطة الطريق، التي حددها الخطاب الملكي، وترجمة توجيهاته السامية إلى برنامج عمل محكم من حيث التدابير والآجال وآليات التتبع، في أفق بلورة رؤية جديدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة 2011 -2015. وأوضح أن هذه الرؤية ينبغي أن ترتكز على المحاور المتمثلة في تعبئة كافة القطاعات الحكومية لتعزيز مبدإ الالتقائية والتنسيق في وضع المشاريع، وتكثيف تدخلات المبادرة في العالم القروي والمناطق الجبلية والصعبة، وضمان استمرارية المشاريع المحدثة، والعمل على انسجام المشاريع مع مخططات التنمية الجماعية، وتطوير الأنشطة المدرة للدخل والمشاريع الصغرى. كما دعا المرصد الوطني للتنمية البشرية إلى تقوية نظام التقييم والتتبع المعتمد، وجعله أكثر نجاعة وفعالية، وبلورة مؤشرات ملائمة لقياس الوقع الحقيقي لمشاريع المبادرة على مستوى عيش السكان المستهدفين. وللإسراع في بلورة برنامج العمل القمين بتفعيل التوجيهات الملكية السامية واستيعاب التوجهات المستقبلية لهذا الورش التنموي، دعا عباس الفاسي إلى تشكيل لجنة قيادة موسعة منبثقة عن هذه اللجنة الوزارية، تضطلع، في أقرب الآجال، بوضع تصور شمولي يحصر الأولويات، ويحدد منهجية العمل، ويقترح الآليات التنظيمية والوسائل الضرورية لإنجاز ما سيجري اعتماده من إجراءات وتدابير. وذكر عباس الفاس بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها جلالة الملك في 18 ماي 2005، تمثل حدثا فارقا في مسار السياسات الاجتماعية، ونموذجا تنمويا رائدا من حيث المنهجية التشاركية، والمقاربة المندمجة، والحكامة الجيدة، لمحاربة مختلف أشكال الفقر والإقصاء الاجتماعي والمجالي، والتفاعل مع الحاجات الأساسية لسكان المناطق وسجل بارتياح الحصيلة الإيجابية للمبادرة، وآثارها المباشرة في تحسين ظروف عيش شرائح واسعة من سكان الجماعات القروية والأحياء الحضرية المستهدفة. وشدد عباس الفاسي على أن الخطاب السامي، الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة عيد العرش المجيد، وضع بكل تدقيق وبعد نظر، النهج القويم، الذي ينبغي أن تسير عليه هذه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغية تسريع وتيرة إنجازاتها، وتحسين نجاعة برامجها واستمرارية مشاريعها، وتطوير التقائيتها مع السياسات العمومية والمحلية. وقدمت نديرة الكرماعي، العاملة منسقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال هذا الاجتماع، عرضا استعرضت فيه حصيلة المبادرة إلى غاية نهاية يوليوز2009 ، موضحة بالخصوص أن العدد الإجمالي للبرامج المنجزة بلغ 18.755 مشروعا، كلفت غلافا ماليا إجماليا قدره 11.13 مليار درهم، وهمت 4.601.230 من المستفيدين. وقالت الكرماعي، إن برنامج محاربة الفقر بالمجال القروي استهدف 1.508.750 مستفيدا من خلال 6035 من المشاريع، كلفت غلافا ماليا يقدر ب 2.272 مليون درهم. وأضافت أن برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري مكن من إنجاز3437 مشروعا بلغت كلفتها 3.529 مليون درهم واستهدفت 1.374.570 مستفيدا. أما برنامج محاربة الهشاشة، فقد بلغت مشاريعه، حسب الكرماعي، 1705 مشاريع، بلغت كلفتها 2.108 مليون درهم وهمت 426.250 مستفيد، في حين بلغت مشاريع البرنامج الأفقي 7598 مشروعا، استهدفت 1.291.660 من المواطنين، وبلغ غلافها المالي 3.216 مليون درهم.