أعلنت وزارة الدفاع التونسية الأحد اندلاع مواجهات مسلحة في جبل مغيلة بولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، بين قوات من الجيش وجهاديين ذبحوا الجمعة طفلا كان يرعى الأغنام. وقال المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم الوزارة لفرانس براس إن المواجهات "مستمرة حتى اللحظة" وأن الوزارة "ستعلن حصيلة العملية العسكرية إثر انتهائها »، في حين أفاد مصدر أمني عن مقتل ثلاثة مسلحين وجندي. وأوضح الوسلاتي أن الجيش بدأ اليوم عملية عسكرية ضد "الارهابيين" الذين ذبحوا الجمعة الماضي راعي الأغنام مبروك السلطاني (16 عاما) قرب جبل مغيلة. وقال مسؤول أمني لمراسل فرانس برس في القصرين إن المواجهات بدأت قرابة منتصف اليوم وأسفرت حتى الآن عن "مقتل 3 ارهابيين واستشهاد جندي" من الجيش التونسي. والجمعة ذبح إرهابيون راعيا (16 عاما) في جبل بولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) ووضعوا رأسه في كيس سلموه لابن عمه (14 عاما) الذي يرافقه وكلفوه إيصاله إلى عائلته، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية. ولم تعرف بعد دوافع العملية. وفي 11 دجنبر نشرت "كتيبة عقبة بن نافع" المجموعة الجهادية الرئيسية في تونس والمرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، شريط فيديو تبنت فيه قتل راعيي أغنام بجبل في ولاية القصرين (وسط غرب) قالت إن قوات الأمن كلفتهما "التجسس على المجاهدين" في الجبل. وكانت تلك أول مرة تقدم فيها المجموعة على قتل مدنيين في تونس. وبحسب السلطات، تتحصن مجموعات تابعة لكتيبة عقبة بن نافع في جبال القصرين، وجندوبة والكاف (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر. وفي 28 مارس الماضي، قتلت الشرطة في كمين بمنطقة جبلية في ولاية قفصة (وسط غرب) تسعة من أبرز قياديي الكتيبة، بينهم زعيمها الجزائري خالد الشايب المعروف باسم لقمان ابو صخر. وإثر تلك العملية، أعلن وزير الداخلية التونسي نانجم الغرسلي إنه تم ضرب الكتيبة "بنسبة 90 في المئة". ومنذ نهاية 2012 قتلت الكتيبة عشرات من عناصر الأمن والجيش في هجمات وكمائن. وأعلنت الحكومة في بيان أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد "قرر" الأحد في اجتماع بوزيري الدفاع والخارجية وقيادات امنية وعسكرية "تسريع تجسيم الإجراءات والتدابير المتصلة بحماية التجمعات السكنية والمواطنين في المناطق المتاخمة للجبال" التي يتحصن فيها جهاديون و"توفير الاحاطة والرعاية لعائلات الشهداء المدنيين". وأضافت أن رئيس الحكومة دعا إلى "تعزيز الجاهزي ة وملازمة اليقظة ومزيد إحكام التنسيق والتكامل بين الوحدات الأمنية والعسكرية لتكثيف العمليات الاستباقية والتصدي للمخاطر الإرهابية التي مازالت قائمة".