قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هوبير فيدرين، أمس الاثنين بباريس إن إفريقيا تعتبر مؤهلا مستقبليا مشتركا بالنسبة للمغرب وفرنسا. ودعا هوبير فيدرين خلال ندوة حول موضوع "المغرب-فرنسا : تاريخ مشترك وتحديات مشتركة" نظمت بمناسبة الدورة الستين لاتفاقيات لاسيل سان كلو، ،البلدين الى صياغة مشاريع مشتركة في هذه القارة ، مبرزا السياسة الافريقية الحيوية جدا للمملكة، والعمل السياسي والدبلوماسي ، الذي يقوم به صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الاتجاه . كما ذكر بالحضور القوي للفاعلين المغاربة في عدد من القطاعات ، بافريقيا ،من ضمنها قطاعات الابناك،و والتأمين ، والاتصالات . ولاحظ رئيس الدبلوماسية الفرنسية الاسبق أن البلدين ،لديهما مصالح اقتصادية متقاطعة، داعيا الى علاقات اقتصادية ثنائية تقوم على التنافسية. وشدد هوبير فيدرين ايضا على اهمية التعاون الثنائي في الميدان الامني، من اجل مواجهة عدد من التحديات المشتركة ،مؤكدا في هذا السياق على ضرورة النهوض بعلاقات الثقة بين البلدين . وابرز من ناحية اخرى الاهمية التي يكتسيها برنامج تكوين الائمة خاصة بالنسبة لبلاده ، مشيرا الى ان هذا البرنامج سيمكن من ابراز الوجه الحقيقي للاسلام. كما اكد على العلاقات التاريخية بين البلدين ، وهو ما يفسر في نظره، قدرتها على تجاوز الصعوبات والصمود في وجه الأزمات. ويشارك في الندوة، التي ينظمها معهد العالم العربي بباريس، بشراكة مع المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، ومركز جاك بيرك، بمناسبة الذكرى الستين لاتفاقات لاسيل سان كلو وزراء وباحثون وجامعيون ومؤرخون ودبلوماسيون من المغرب وفرنسا. وتناقش الندوة التي تنظم بدعم من سفارة المغرب بفرنسا،عددا من المواضيع منها "مخلفات القرن العشرين: تطور العلاقات بين المغرب وفرنسا منذ الحماية الى غاية فجر القرن الحادي والعشرين"، و"فرنسا المغرب: رهانات وتحديات استراتيجية إقليمية ضمن سياق معولم .. أي تأثير للتعاون شمال- جنوب للشراكة الاقتصادية والاستراتيجية لهذين البلدين بالمغرب العربي وافريقيا جنوب الصحراء". وسيتطرق المشاركون الى التزام البلدين لفائدة التنمية المستدامة بعد نداء طنجة، خاصة وأن المغرب سيتولى رئاسة الدورة ال22 للمؤتمر الدولي للمناخ. يذكر ان اتفاقات لا سيل سان كلو الموقعة سنة 1955، وضعت حدا لمنفى المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، ليبدأ مسلسل الانتقال نحو استقلال المغرب.