باريس 9 نونبر 2015 (ومع) اكد رئيس معهد العالم العربي بباريس ،جاك لانغ، الاثنين بباريس ان المغرب يقدم بالاضافة الى نموذجه الاقتصادي والسياسي والانساني ، مثالا لبلدان المنطقة وفرنسا. وأوضح جاك لانغ في افتتاح ندوة حول موضوع "المغرب-فرنسا : تاريخ مشترك وتحديات مشتركة" نظمت بمناسبة الدورة الستين لاتفاقيات لاسيل سان كلو، ان مختلف الاوراش التي فتحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل فرصة للنهوض اكثر بالتعاون بين المملكة المغربية وفرنسا، مضيفا ان روابط الصداقة بين البلدين "قوية وكثيفة". وقال ان زيارة الرئيس الفرنسي فرانوسوا هولاند لطنجة في شتنبر الماضي، عززت اكثر العلاقات المغربية الفرنسية، مشيرا الى أن البلدين يتقاسمان العديد من الافكار والقيم والرؤى. وتابع جاك لانغ ان البلدين يقتسمان ايضا تحديات مشتركة من ضمنها بناء مجتمع سلمي متسامح ومحدث لمناصب الشغل ، مشيرا ايضا الى التحديات الاقتصادية من خلال المشاريع المشتركة بين البلدين . وأبرز ان المغرب يقدم نموذجا متميزا عبر دستوره، الذي يعكس تنوع الثقافات والاديان. من جهته أشار مدير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية توفيق ملين ان المغرب وفرنسا اللذين يتقاسمان تحديات مشتركة ضمن سياق دولي متحول، مدعوان الى توسيع حقل تعاونهما ليشمل افريقيا والمتوسط والاطلسي . وبعد ان ذكر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الواعدة بين المغرب وفرنسا، خاصة في المجال الاقتصادي ،أشار ملين الى انه يتعين على البلدين ان يواجها معا تحديات الامن والهجرة والتنمية المستدامة . وقال ان التعاون بين البلدين يوفر امكانيات ثنائية ومتعددة الاطراف ، داعيا الى توجيه هذا التعاون لتنمية الرأسمال غير المادي . واوضح ملين انه يتعين على الرباطوباريس العمل على اعتماد سياسة متجددة في مجال الهجرة، بهدف النهوض بالسلم والتنمية الاقتصادية بالمنطقة . من جانبه اكد سفير المغرب بباريس شكيب بنموسى ان التاريخ المشترك بين فرنسا والمغرب، تفسر قوة و استمرارية العلاقات الثنائية التي ترنو الى المستقبل، مبرزا ان البلدين يواجهان تحديات مشتركة خاصة في مجال التنمية المستدامة، مذكرا بالالتزام القوي للمغرب في مجال التصدي للتغيرات المناخية . وقال بنموسى من جهة اخرى ان تنظيم هذه الندوة يتزامن مع تخليد الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء المظفرة ، مبرزا مختلف الاوراش الهامة التي اعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه بالعيون . ويشارك في الندوة، التي ينظمها معهد العالم العربي بباريس، بشراكة مع المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، ومركز جاك بيرك، بمناسبة الذكرى الستين لاتفاقات لاسيل سان كلو وزراء وباحثون وجامعيون ومؤرخون ودبلوماسيون من المغرب وفرنسا. وتناقش الندوة التي تنظم بدعم من سفارة المغرب بفرنسا،عددا من المواضيع منها "مخلفات القرن العشرين: تطور العلاقات بين المغرب وفرنسا منذ الحماية الى غاية فجر القرن الحادي والعشرين"، و"فرنسا المغرب: رهانات وتحديات استراتيجية إقليمية ضمن سياق معولم .. أي تأثير للتعاون شمال- جنوب للشراكة الاقتصادية والاستراتيجية لهذين البلدين بالمغرب العربي وافريقيا جنوب الصحراء". وسيتطرق المشاركون الى التزام البلدين لفائدة التنمية المستدامة بعد نداء طنجة، خاصة وأن المغرب سيتولى رئاسة الدورة ال22 للمؤتمر الدولي للمناخ. يذكر ان اتفاقات لا سيل سان كلو الموقعة سنة 1955، وضعت حدا لمنفى المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، ليبدأ مسلسل الانتقال نحو استقلال المغرب.