شاركت أحزاب الحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري في أشغال الأممية الليبرالية التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي بالمكسيك. وقال الأمين العام للحركة الشعبية، امحند العنصر، إن حضور الأحزاب السياسية الوطنية في الأممية الليبرالية يشكل مناسبة للتعريف بالتقدم الذي أحرزه المغرب على كافة الأصعدة. وأبرز العنصر، في تصريح صحفي، أن هذا اللقاء السنوي يمثل فرصة للالتقاء وتبادل الآراء بشأن عدد من القضايا الوطنية مع الأحزاب الليبرالية، خاصة من أوروبا الشمالية، وكذا تسليط الضوء على المسار الذي قطعه المغرب كدولة منفتحة ومتسامحة لها خصوصيتها . كما أكد الأمين العام للحركة الشعبية على أهمية اللقاء ودوره في تقريب الرؤى ووجهات النظر بين الأحزاب المغربية وعدد من الأحزاب اللاتينية المشاركة في الأممية الليبرالية. وأضاف العنصر الذي عقد عددا من اللقاءات خاصة مع وفود جنوب إفريقيا والولايات المتحدة والدنمارك والسويد.أنه "مع الانفتاح الموجود اليوم والأفكار الليبرالية التي تسود في عدد من دول العالم يتعين علينا أن نكون حاضرين للانكباب على القضايا التي تمثل تحديات في المستقبل". ومن جهته قال أحمدو الباز، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري إن الأممية الليبرالية تشكل فضاء لتعزيز دور الدبلوماسية الموازية الحزبية. وأبرز أحمدو الباز، أن مشاركة الأحزاب الوطنية في المؤتمر الستين للأممية الليبرالية يكتسي أهمية خاصة لكونه ينعقد هذه السنة لأول مرة بالقارة اللاتينية، وأساسا بالمكسيك، مما يشكل مناسبة لربط اتصالات مع الأحزاب الليبرالية بالمنطقة، وتسليط الضوء على القضايا الوطنية والتطورات التي يشهدها المغرب على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وفيما أشار إلى راهنية القضايا الدولية والقارية والإقليمية المطروحة على النقاش، خاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان والديمقراطية والاستحقاقات السياسية المقبلة. أضاف أنه من المهم بالنسبة للمغرب أن يكون حاضرا بقوة في مثل هاته النقاشات لإبداء وجهة نظره، وربط علاقات مع الأحزاب الليبرالية وتفعيل الدبلوماسية الحزبية، وهو ما من شأنه أن يكون له انعكاس إيجابي على مختلف القضايا الوطنية. وعلى نفس المنوال أجرى وفد عن حزب التجمع الوطني للأحرار مباحثات مع الأمين العام للأممية الليبرالية، جولي مينوفيس، ونائبته هيلين زيلي، واستعرض عضوا المكتب السياسي امباركة بوعيدة ووديع بنعبد الله، خلال هذا اللقاء، الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب، وكذا النموذج المغربي في منطقة تشهد توترات وتواجه تهديدات إرهابية، وعدم الاستقرار السياسي. كما تناولا التطورات الحقوقية والسياسية المرتبطة بتفعيل الدستور الجديد لسنة 2011، وبمسار قضية الوحدة الترابية وبمشروع الحكم الذاتي، باعتباره الحل الواقعي والجدي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، والذي يحظى بالمصداقية لدى المنتظم الدولي. وكان وفد حزب التجمع الوطني للأحرار قد عقد، في وقت سابق، لقاءات متعددة مع وفود الأحزاب الليبرالية المشاركة، لاسيما الوفد السويدي والأمريكي والمكسيكي، تناولت مجمل القضايا الدولية، والتقدم المحرز على المستوى الدولي من لدن الحكومات الليبرالية، وكذا التقدم الذي يشهده المغرب على كافة الأصعدة . وقال وديع بنعبد الله أن المؤتمر ال60 للأممية الليبرالية يشكل مناسبة للأحزاب الوطنية للتعريف بالتقدم الذي يشهده المغرب وبقضاياه العادلة، مبرزا دور الدبلوماسية الموازية، وخاصة الحزبية منها، في تسليط الضوء على العديد من الملفات التي تهم المغرب، وفي المقام الأول ملف الوحدة الترابية للمملكة، والمسار الذي قطعه من أجل إيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية .