«غير رجعو من هنا.. راه البنت اللي دازت كيتكرفسو عليها»، عبارة تحذيرية أطلقها شابان ك «صرخة تحذير» لأفراد من عائلتهما، التقيا بهم صدفة بالكورنيش ليلة السبت/الأحد، من أجل تغيير مسار حركتها، بعد منتصف ليلة السبت. أسرة كانت تتألف من ثلاث فتيات، وأب وأم، كانوا جميعا موضوع التحذير الذي لم يجدوا بدا من الاستجابة إليه، مخافة الاصطدام، بشبان وقفوا على أعمدة “الاينوكس” المطلة على النادي الخاص بالكورنيش، والمسابح المطلة على الشاطئ. تحذير وجد تجسيدة الواقعي بعد أن عج الكورنيش، انطلاقا من المدارة الواقعة قبالة فندق “السويس” بآلاف الراجلين الذين تحركوا غدوا ورواحا مشكلين حلقات، معظمها من شبان فقدوا «حدود اللباقة والرزانة»، وأطلقوا العنان لألسنتهم لتلهج بعبارات نابية، وصرخات مرتفعة تصم الآذان. كانت الأجواء هادئة إلى حدود منتصف ليلة نهاية رأس السنة بكورنيش عين الذئاب. فرغم الاكتظاظ الكبير الذي توالى على بعض العلب الليلية والحانات، ووقوف العشرات من الأشخاص الراغبين في الولوج دون أن يجدوا أماكن لهم، ظل الوضع متحكما فيه. إلا أنه بعد أن تجاوزت عقارب الساعة الثانية عشرة ليلا، استعرت “الفرحة المفتعلة”، وتحول العشرات من الشبان إلى “منغصين” لأجواء الفرحة، بعد أن شكلوا “متاريس” تعترض سبيل الفتيات، والتحرش بهن، بكلمات نابية، وألفاظ سب وشتم، لم تتمكن عناصر الأماكن التي كانت ترابض بالمكان في الحد منها، أو اتساع دائرة اتساعها، خاصة عند محل «ماكدونالدز». تحركت عناصر الصقور انطلاقا من مقر «الشرطة السياحية»، حيث ألقت القبض على بعض المعتدين على الفتيات، إلا أن المواكبة الصحفية لما شهده الكورنيش من اعتداءات وحوادث، لم ترق بعض الضحايا من الفتيات، الذي انتفضوا ضد كاميرات المصورين الصحفيين، مبدين استياءهن. وغير بعيد عن مركز الشرطة الواقع أمام مسابح ال «كونتي كي»، انخرط مجموعة من الشبان في عراك، تبادلوا خلاله اللكمات. غير أن تحركا عاجلا لبعض عناصر «الصقور»، وعناصر من المخفر، تمكن من إيقاف المتشاجرين، الذين سرت دماء من أنوفهم، بعد تبادل اللكمات. استمر التوافد على الكورنيش، بعد أن خفت الحركة قليلا، قرب المركب التجاري «موروكو مول»، الذي كان محجا لحركة توافد كثيفة منذ الساعات الأولى من صباح يوم السبت. إلا أن إقفال المركب أبوابه انطلاقا من العاشرة ليلا، جعلت الجموع تنفض. لتغدو الوجهة كورنيش عين الذئاب “الكلاسيكي”، حيث تنتشر المقاهي والفنادق والعلب الليلية. غير أن الكثير من رواد الكورنيش ساءهم في تصاريح كثيرة أدلوا بها لجريدة الأحداث المغربية «الانتشار غير المجدي أو الفعال» لرجال الأمن، الذين لم يفلح وجودهم المكثف في وضع حد للاعتداءات المتوالية، التي وصفتها بعض الأصوات النسائية ب «الرهيبة»، التي جردت فتاة من ملابسها، بعد أن أحاط بها مجموعة من الشبان، وأشعبوها ضربا. لتستمر أجواء العربدة إلى الساعات الأولى من صباح أمس الأحد.