أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الثلاثاء، على إعطاء انطلاقة أشغال تهيئة وادي مرتيل، المشروع ذو الوقع البيئي والاجتماعي والحضري والاقتصادي القوي، الذي يندرج في إطار البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان (2014- 2018). ويعكس هذا المشروع، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 880 مليون درهم، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك، حفظه الله، لحماية البيئة والتنمية المستدامة، وكذا الحرص الموصول لجلالته على تعزيز الجاذبية الاقتصادية لمدينة تطوان، وتحسين ظروف عيش ساكنتها، وفتح مناطق جديدة للتعمير. كما يندرج في سياق رؤية شاملة ومندمجة تروم، فضلا عن حماية مدينتي تطوانومرتيل من خطر الفيضانات، إحداث منطقة حضرية على ضفتي وادي مرتيل كفيلة باستيعاب التوسع المستقبلي لمدينة تطوان، واحتضان فضاءات للسكن والثقافة والترفيه والرياضة والأعمال والتجارة. وسيمكن مشروع تهيئة وادي مرتيل من تثبيت ضفتي الوادي وتثمين نحو 1600 هكتار، بما من شأنه تخفيف الضغط العمراني الحاصل حاليا على وسط المدينة، لاسيما بالنسبة للمدينة القديمة وحي "إنسانشي"، وتمكين هذين النسيجين التاريخيين من استعادة إشعاعهما السياحي والتراثي. وستتسع الأراضي التي ستخضع للتهيئة، لاحتضان مناطق مخصصة للتنمية الاقتصادية والتجارية (مراكز تجارية)، والتجهيزات الكبرى (محطة طرقية، قاعة رياضية مغطاة)، وللتنشيط الثقافي (مدينة المعرفة، مركز ثقافي إسلامي، مركب ثقافي، متحف)، والسياحة (كورنيش، مارينا، كولف، فنادق، إقامات سياحية، حدائق، مخيم)، والسكنى (سكن متوسط وسكن اجتماعي). من جهة أخرى، سيتم أثناء تهيئة هذه المنطقة إيلاء اهتمام خاص لإدماج الأحياء الموجودة ولاحترام متطلبات الاندماج الاجتماعي. وسينجز مشروع تهيئة وادي مرتيل، الذي تشرف عليه شركة تهيئة وادي مرتيل، على ثلاث مراحل، تهم بالخصوص، تهيئة قناة شبه منحرفة طولها 18,44 كلم، وإنجاز منشآت فنية تتيح الربط بين ضفتي الوادي، وبناء منشأة لتصريف مياه الأمطار. وهكذا، سيهم الشطر الأول من هذا المشروع مقطع تمودا – بوعنان (5,3 كلم)، بينما سيهم الشطر الثاني مقطع بوعنان – الطريق المتوسطية (2,96 كلم). ويأتي هذا المشروع الرائد لتعزيز برنامج التنمية الاقتصادية والحضرية لتطوان الممتد على خمس سنوات، والذي يروم بالأساس، تحسين جودة إطار عيش الساكنة المحلية، وتثمين مؤهلات هذه المنطقة، ودعم تموقع هذه المدينة على المستوى الوطني.