أشرف الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، يوم الاثنين 19 أكتوبر بالرباط، على توقيع اتفاقيات مع ممثلي 17 فرقة مسرحية مغربية من أجل دعم الجولات المسرحية بعدد من دول المهجر، وذلك في إطار استرتيجية الوزارة الرامية إلى دعم وتقوية الروابط بين مغاربة العالم وبلدهم الأم. وقامت الوزارة بانتقاء الفرق المسرحية لتقديم 120 عرضا مسرحيا لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، تتوزع بين 104 عرضا لفائدة المغاربة المقيمين بأروربا، من بينها ست دول هي ألمانيا، بلجيكا، اسبانيا، فرنسا، ايطاليا، هولندا، و 16 عرضا لفائدة المغاربة المقيمين بإفريقيا، موزعين على ثلاثة دول هي تونس، ساحل العاج، السنغال. وجدد بيرو في كلمته خلال الحفل، الذي حضره عدد من الفنانين المسرحيين ونجوم الشاشة الصغيرة، التزام الوزارة بدعم الجمعيات المسرحية والفنية التي تعمل على إشعاع الثقافة والهوية المغربية بين أبناء الجالية المقيمة بالخارج، مشيرا إلى أن «مهمة الوزارة لاتقتصر فقط على تتبع وتسهيل الاجراءات الإدارية وتشجيع الاستثمار بالمملكة، لكن أيضا تقوية العلاقات الثقافية بين المغرب وأبناءه بالخارج». وقال بيرو الذي لم يخفي حبه لأب الفنون، إن «الجالية تعبر عن فرحها بلقاءها الفنانين المغاربة في دول المهجر، وهي من حقها أن تستفيد من العروض الفنية والثقافية التي تنظم بالمغرب إسوة بباقي إخوانهم بالداخل»، مضيفا أن الوزارة ترغب في زيادة هذه الفرحة وتقوية الهوية المغربية وعلاقة أفراد الجالية بوطنهم الأم، إضافة إلى توسيع قاعدة بلدان تواجد الجالية المستفيدة من الأعمال الفنية الجديدة التي ستعرض هذه السنة». وأكد بيرو أن «الغلاف المالي الذي خصصته الوزارة لدعم برنامج الجولات لهذه السنة يعد غير كافي ولا يغطي جميع المصاريف التي تواجه الفرق المسرحية في تنقلاتها إلى الخارج»، موضحا أن الوزارة كانت تركز على دعم الجولات في أوروبا خاصة بحكم تواجد عدد كبير فيها، لكن هذه السنة تم توسيع خريطة بلدان الاقامة لتشمل دول إفريقيا ونرغب في الوصول إلى دول بعيدة وتعرف حضور لأفراد الجالية كاستراليا». من جهته أعرب أنور الجندي، رئيس فرقة مسرح فنون ،عن امتنانه وشكره للوزارة، على دعمها لهذه المبادرة الفنية، قائلا في تصريح لجريدة الأحداث المغربية هذه الخطوة «تخلق تواصل حقيقي بين الجالية المغربية بالخارج، والتجارب الفنية المسرحية»، مضيفا أن «فرقته دأبت على تقديم عروضها أمام أفراد الجالية بأوروبا وأعطت أولوية للجانب الإنساني من خلال تقديم مجموعة من العروض في المؤساسات الإصلاحية والسجون ولبعض الجمعيات النسائية». بدوره ميلود الحبشي، رئيس فرقة مسرح الشعب تواصل، ثمن دعم الوزارة للفرق المسرحية، معتبرا ذلك أنه «يدخل في إطار تقريب الفن بشكل عام لجميع المغاربة سواء كانوا في الوطن الأم أو خارجه». وقال الحبشي إن «مبادرة الوزارة في مكسب للفن المغربي عموما، وهي تأسس لتقليد يجب أن يستمر من أجل ترسيخ الهوية المغربية وسط أبناء الجالية من الجيل الثاني والثالث والرابع»، داعيا «القطاعات الوزارية الأخرى أن تساهم مستقبلا في هذا البرنامج». بدوره كمال كاظيمي، رئيس فرقة فضاء اللواء للإبداع عبر عن فرحه لتمكن فرقته من الحصول على دعم الوزارة من أجل عرض مسرحية «اوسويفان» أمام مغاربة بالخارج، مشيرا إلى أنه «في السابق كانت جمعيات فنية بعينها هي من تستفيد من دعم عروضها بالخارج». وأضاف الفنان المعروف ب "حديدان" قائلا: «عرض مسرحية بأرض الوطن هو مكلف، والأمر يزداد صعوبة حينما نعرض بالخارج، لدى فدعم الوزارة ضروري من أجل مساعدة الفرق على تغطية المصاريف الباهضة لتنظيم الجولات الفنية».
ويعد برنامج الوزارة الخاص بالعروض المسرحية، جزء من العرض الثقافي الذي تقدمه الوزارة لفائدة مغاربة العالم، الذي يشمل الجوانب الثقافية، والفنية، والتعليمية، بهدف الحفاظ على رابطة الانتماء إلى المجتمع المغربي، بكل ما يحمله من قيم حضارية وثقافية، وتاريخية، بشكل متوازن، يساعد على الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها، وفي ذات الوقت الحفاظ على هوياتهم الوطنية المغربية.