«والله حتى هاذي أول مرة كنسكر .. كندير فيها هاذ الشي»، تصريح غريب جعل رجال الأمن في حالة استغراب، وهو مسجى على سرير طبي بمصلحة مستعجلات «ابن رشد»، في محاولة منه لتبرير حجم الفوضى التي تسبب فيها رفقة أصدقائه. سيوف، ورصاص، ودماء منسابة بغزارة على الأرصفة. كانت عنوانا ليلة دامية عاشها سكان الحي المحمدي بمدينة البيضاء. ليلة كانت بدايتها مع شجار مثير في حدود الساعة الثامنة والنصف من ليلة أول أمس السبت، أسفر عن تخريب محتويات مقهى كان روادها يتابعون مباراة في كرة القدم. «كل شيء بدأ عندما فوجئ بعض ساكنة زنقة «عبد الكريم اليازغي»، مع تقاطع زنقة «زينب إسحاق»، حيث خرج المتهم «يوسف» المعروف ببطشه وغطرسته بالحي، وهو في حالة تخدير طافح بعد تعاطيه للأقراص المهلوسة واحتساءه الخمر، رفقة شركائه وهو يلوح بسيف طويل، ويسب المارة. بعدها كسر الواجهة الزجاجية لمقهى توجد أسفل منزله، كما عبث بكراسيها وسب روادها، مهددا إياهم بعدم الاقتراب منه»، يصرح حارس عمارة أصيب بجرح غائر على مستوى الظهر، حينما حاول التدخل لمساعدة مفتش الشرطة «عصام». الأشخاص المذكورين والذين كانوا في حالة ترنح بفعل حبات «الهلوسة»، وبعدما ظنوا أن تجاوزاتهم سيكون حبلها على الغارب، كما جرت العادة، تفاجؤوا بعنصرين أمنيين، و حارس عمارة، وبعض المواطنين، يحاولون ثنيهم عن العبث بممتلكات المواطنين. - شوف راني مفتش شرطة .. حيد السيف ؟!! غير أن الجواب جاء سريعا، انقضاض وطعنة غادرة على مستوى الذراع. وضع لم يجد معه مفتش الشرطة غير إطلاق رصاصة تحذيرية، زرعت الرعب في أرجاء الأحياء المجاورة، ولم تنل من عزيمة الشاب النحيف، الذي توجه نحو الشرطي محاولا الإجهاز عليه، فكان من نصيبه رصاصة أخرى على مستوى ركبته. رصاصة جعلته يسقط أرضا للحظات قبل أن ينهض ويلوذ بالفرار، باتجاه شارع «بن تاشفين». بعدها بدأت مطادرة الشاب الهائج، الذي حاول الإحتماء بإقامة السلام حيث نال منه العياء، ليجد في طريقه غريمه مفتش الشرطة المصاب، الذي ارتمى عليه بسرعة خاطفة واضعا الأصفاد في معصميه، رغم تحلق البقية محاولين إبعاد رجل الأمن عن زميلهم. بعدها حركة سريعة ومفاجئة من الشاب المصفد كانت كفيلة بأن تجعل من السلاح الناري للشرطي، يقع في أيدى غير أمينة، حيث بعد ركله برجله غير المصابة، تمكن أحد أقربائه من الاستيلاء عليه والهرب نحو وجهة غير معلومة. لتبدأ بعدها مطادرة جديدة، تمكن على إثرها عناصر الشرطة القضائية لأمن الحي المحمدي، من العثور على السلاح الناري (مسدس من نوع بريطا)، في حدود الساعة التاسعة، ملقى في مكب للنفايات بحي «لافليت». فيما تمكنوا من اعتقال السارق «بيبيشة»، رفقة خليلته في الساعة الثالثة ليلا. «محاولة القتل، وتخريب ممتلكات الغير، الاستيلاء على سلاح ناري، والمشاركة، السكر العلني»، تهم سيتابع بها الجناة الأربعة، ومن بينهم الجاني الرئيسي، الذي تم إسعافه، واستخراج الرصاصة من ركبته، بينما مرافقتهم الخامسة، وجهت لها تهمة «السرقة بالخطف»، وينتظر إحالتهم على وكيل الملك بمحكمة الإستئناف في القادم من الأيام، بعد تعميق البحث معهم من طرف الشرطة القضائية. محمد كريم كفال