إلى غاية صباح يوم الجمعة 22 يناير الجاري، لم تستطع مختلف العناصر الأمنية التابعة لكل من أمن آنفا والأمن الإقليمي لعين الشق الحي الحسني، وضع اليد على أربعة أشخاص اعترضوا سبيل رجل أمن بالهيئة الحضرية لأمن آنفا ليلة الثلاثاء الماضي أثناء انتهاء فترة مناوبته بمخفر قرب حديقة سندباد، وذلك أثناء عودته إلى منزله بمقربة من المحجز البلدي الكائن بطريق أزمور، إذ سارع المعنيون بالأمر بتعقب أثر رجل الأمن وقاموا بمحاصرته،وفق إفادة الشرطي/الضحية، الشاب المشهود له من طرف زملائه باستقامته رغم حداثة التحاقه بسلك الشرطة، قبل أن ينهالوا عليه بالضرب متسببين له في كدمات متعددة في أنحاء مختلفة من جسمه، وعملوا على سرقة مسدسه الناري، وهو من نوع بريطا محشو بالرصاص ولاذوا بالفرار نحو وجهة مجهولة. الحادث استنفر المصالح الأمنية التي باشرت تحرياتها، تحت الإشراف الشخصي لوالي الأمن، من أجل تحديد هوية الفاعلين الذين استطاعت التوصل إلى بعض الأوصاف المتعلقة بأحدهم، وفق بعض الشهادات، وشهدت الأيام الفارطة حضورا أمنيا مكثفا بأحياء الوفاق/عكاشة، سيدي الخدير، ومنطقة «ديور النصراني» والأحياء المجاورة بمشاركة مختلف الفرق الأمنية التي تبحث عن مآل المسدس، وقامت المصالح الأمنية باعتقال مجموعة كبيرة من المنحرفين ومن ذوي السوابق العدلية المعروف عنهم ممارستهم للسرقة وساقتهم إلى المراكز الأمنية للبحث معهم دون أن تتوصل إلى أية نتيجة تذكر لتخلي سبيلهم فيما بعد. مصير المسدس والجهات التي قد يكون قد سقط بين أيديها، أهم النقط التي تؤرق بال المسؤولين الأمنيين مخافة استغلاله في أعمال إجرامية تهدد أمن وسلامة المواطنين وتستهدف ممتلكاتهم، في حين لم يستبعد بعضهم، في نوع من التمني، اكتشاف المسدس بمكان ما، في حال دفع الخوف الفاعلين المحتملين إلى رميه/التخلص منه، أملا في ذات الوقت عدم استعماله فيما قد يضر. واقعة الاعتداء وسرقة السلاح الناري تظل الحقيقة فيها معلقة إلى إشعار آخر، أمام التصريح الوحيد لرجل الأمن المعتدى عليه، في انتظار الكشف عن تفاصيل أخرى من شأنها تنوير الرأي العام وطمأنة جميع المتدخلين في الموضوع.