أحالت مصلحة الشرطة القضائية، التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن الوطن بميدلت، شيخا، يبلغ من العمر ثمانين عاما، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمكناس الذي أمر بإيداعه بسجن تولال و متابعته في حالة اعتقال بتهم تتعلق ب"هتك عرض قاصر بدون عنف و الافتضاض من طرف أحد الأقارب". حكاية سقوط الشيخ في قبضة العدالة و افتضاح استغلاله الجنسي لقريبته، بدأت لما تقدم أفراد الطفلة، البالغة من العمر ثلاثة عشر ربيعا، للمصالح الأمنية ببلاغ يفيد باختفاء فلذة كبدهم عن الأنظار مطالبين بتحريك مسطرة البحث لفائدة العائلة من طرف الشرطة. هذه الأخيرة التي سرعان ما قادتها تحقيقاتها لحصر لائحة المتهمين المحتملين في شاب من ذوي السوابق في الاحتجاز و الاعتداءات الجنسية. و بإذن من النيابة العامة بميدلت، قامت عناصر من الشرطة القضائية بتفتيش منزل المشتبه به، و هناك عثرت على المختفية و قامت بتحريرها من أسرها. غير أن القصة لم تنتهي عند هذا الحد، فتقرير الخبرة، الذي أنجزه الطبيب الذي عُرِضَت عليه الطفلة، سيجعل أبحاث الشرطة تدخل منعطفا آخر، بعدما كشف أن الصغيرة تم افتضاض بكارتها بتاريخ يعود لفترة سابقة على لحظة احتجازها من طرف الموقوف بأشهر عديدة. و لدى مواجهتها بما جاء في تقرير الخبرة، كشفت الطفلة للمحققين عن سر ظلت تحتفظ به لمدة طويلة، موضحة أنها كانت ضحية استغلال جنسي من طرف زوج عمة والدها القاطن بمنطقة اوطاط الحاج، ما شكل صدمة عنيفة لوالدها الذي كان حاضرا لحظة الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية، خاصة و أنه كان يعتبر الشيخ المتهم بمثابة جَدٍّ للضحية. انتقلت بعدها فرقة من عناصر الشرطة القضائية إلى اوطاط الحاج، بإقليم ميسور، و من هناك قامت بإحضار الشيخ لمقر المصلحة الأمنية و مواجهته بالاتهام الخطير الذي وجهته له قريبته الصغيرة و الذي لم يجد أمامه بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه مكتفيا بتحميل "الشيطان" مسؤولية ما ارتكبه في حق ابنة قريبه.