أكد أنيس بيرو، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن إشكالية معالجة وضعية المهاجرين واللاجئين بالمغرب اتسمت بالواقعية والشجاعة، ذلك بانسجام مع أصالة وعراقة تقاليده في حسن الاستقبال وكرم الضيافة. وقال بيرو في كلمته، خلال الندوة الوطنية حول السياسة الجديدة للهجرة واللجوء، التي أقيمت صبيحة أمس الأربعاء بالرباط، أن «تدبير المغرب لهذا الملف تحت التوجيهات السامية لجلالة الملك، أثبت قدرة المملكة على وضع تصور شامل لحلول إنسانية، وتضامنية، ومتوازنة لحماية حقوق وكرامة المهاجرين واللاجئين وتأمين ظروف مواتية لإقامتهم واندماجهم في المجتمع المغربي». وأضاف المسؤول الحكومي أن مسألة الهجرة بشكل عام «تتطلب يقظة دائمة ومجهودات كبيرة لأنها تتعلق بمستقبل وحاضر الإنسان، ولا ترتبط فقط بتشييد البنيات التحتية. وفي حديثه عن أزمة اللاجئين التي تعيشها أوروبا قال بيرو أن «المغرب استبق الأحداث و خطط في معالجة وتدبير أزمة اللاجئين بفضل الحكامة النموذجية التي ساهمت فيها جميع القطاعات الوزارية المعنية بالموضوع، واشتغل بقوة ليرجع البسمة إلى هؤلاء المهاجرين الذين يعدون بعشرات الآلاف في المغرب». وانتقد بيرو الدول الأوربية التي كان بعض سفرائها حاضرين في الندوة، سياساتها المجحفة في حق المهاجرين، حيث تستغل المسألة بعض الأحزاب لكسب أصوات الناخبين، داعيا إلى «إعادة النظر في الهجرة باعتبارها ليس أحد مسببات الأزمات التي تمر منها اقتصاديات بعض الدول المصنعة بل حلا من الحلول الممكنة لتجاوزها ورافعة بشرية لتنمية اقتصادية وبشرية مشتركة لصالح الدول المصدرة والمستقبلة للهجرة». وتساءل بيرو عن مدى الألم الذي يجب أن يعاني منه المهاجر لكي تستجيب الدول الاوروبية لاستقبالهم، قائلا: « هل كان ضروريا أن ننتظر قضية الطفل إيلان كردي لتتحرك مشاعرنا. وختم بيرو حديثه قائلا: «المغرب يعيش فترة سيطبعها التاريخ وسيتذكرها أبناء المهاجرين الذين سيكونوا فاعلين في المجتمع وسيساهمون في تقدمه». هشام الفرجي